دليل الحيران على مورد الظمآن

المارغني - إبراهيم بن أحمد المارغني

صفحة جزء
ثم قال:


بأييكم أو من وراءي ثم من آناءي مع حرف بأييد أفإين

ذكر في هذا البيت خمس كلمات مما زيدت فيه الياء، وهي: "بأييكم" و: "أو من وراءي" و: "من آناءي" و: "بأييد" و: "فإين ".

أما "بأييكم"، ففي "ن": بأييكم المفتون . واحترز بقيد باء الجر عن نحو: أيكم أحسن عملا ، فإنه لم تزد فيه الياء، وسكت عن قوله تعالى: فبأي حديث في "الأعراف"، وكذا في "المرسلات"، مع أن أبا داود ذكر فيهما وجهين: رسمهما بياء واحدة، ورسمهما بياءين على الأصل، واختار رسمهما بياء واحدة، وبه جرى عملنا.

وأما أو من وراءي: في "الشورى": "أو من وراءي حجاب".

واحترز بقيد "من" عن نحو: وكان وراءهم ، وبقيد: "أو"، عن نحو: ومن وراء إسحاق يعقوب ، فإن الياء لم تزد فيهما، وإطلاقه في: "أو من وراءي". يشمل الذي في "الحشر": أو من وراء جدر . وليس [ ص: 194 ] فيه زيادة؛ فكان حقه أن يخرجه.

وأما من "آناءي" ففي "طه": "ومن آناءي الليل فسبح"، واحترز بقيد "من" عن نحو: آناء الليل وهم يسجدون ، فلا زيادة فيه.

وأما "بأييد" ففي "والذاريات": "والسماء بنيناها بأييد".

واحترز بقيد "الباء" عن قوله تعالى: ذا الأيد ، فإن الياء في "ص" لم تزد فيه.

وأما "أفإين" ففي "آل عمران": "أفإين مات أو قتل".

وفي "الأنبياء": "أفإين مت فهم الخالدون"، واحترز بقيد الهمزة عن غير المقترن بها نحو: فإن لم تفعلوا ، فإن الياء لم تزد فيه، وقوله: "بأييكم" "أو من وراءي"، معطوفان على ما تقدم بحذف العاطف والحرف، في قوله: "مع حرف بأييد" معطوفان بمعنى الكلمة.

التالي السابق


الخدمات العلمية