ثم قال: 
كحذفهم هداي مع محياي وحذفهم بشراي مع مثواي 
لما ذكر أن 
لفظ: "وسقياها" حذف ألفه عن بعض كتاب المصاحف دون بعض آخر، شبه هذا الحكم الذي ذكره للفظ: "سقياها"، وهو الحذف عن بعض دون آخر بحكم أربع كلمات ليفيد ثبوته لها كما هو ثابت للفظ "وسقياها"، فالضمير في قوله: "كحذفهم" يعود على بعض كتاب المصاحف المتقدم في قوله: "وعن بعض حذف"، ولا يعود على جميعهم; لأن الحذف في الكلمات الأربع للبعض دون الكل، والكلمات الأربع هي: "هداي" في "البقرة": 
فمن تبع هداي ، وفي "طه": 
فمن اتبع هداي  . 
و: "محياي" في "الأنعام": 
إن صلاتي ونسكي ومحياي  . 
و: "بشراي" في "يوسف": "يا بشراي هذا غلام". 
و: "مثواي" فيها أيضا: 
إنه ربي أحسن مثواي  . 
وقد ذكر الشيخان أن الكلمات الأربع رسمت في بعض المصاحف بغير ياء ولا ألف، وفي بعضها بإثبات الألف، وكلام 
 nindex.php?page=showalam&ids=12111أبي عمرو  يقتضي ترجيح الحذف في "بشراي"، والإثبات في الثلاثة الأخرى، واختار أبو داود في: "محياي"، و: "بشراي"، و: "مثواي" الحذف، واختلف اختياره في: "هداي" فاختار فيه مرة الحذف ومرة الإثبات، والعمل عندنا على الحذف في: "بشراي"، وعلى الإثبات في الثلاثة الأخرى، وقوله: "كحذفهم" خبر مبتدأ محذوف تقديره: وذلك.