دليل الحيران على مورد الظمآن

المارغني - إبراهيم بن أحمد المارغني

صفحة جزء
ثم قال:


ومع غنمتم كثرت بالوصل وإنما عند كذا في النحل

[ ص: 222 ]

لكنه لم يأت في الأنفال     لابن نجاح غير الاتصال


وأنما تدعون عنه يقطع     ثان وبالحرفين جاء المقنع

أخبر عن الشيخين بكثرة وصل كلمة: "أن" المفتوحة الهمزة المشددة النون بكلمة: "ما " المجاورة ل: غنمتم ، الواقعة في "الأنفال" في قوله تعالى: واعلموا أنما غنمتم ، وبكثرة وصل كلمة: "إن" المكسورة الهمزة المشددة النون بكلمة: "ما" المجاورة "لعند" الواقعة في "النحل" في قوله تعالى: إنما عند الله هو خير لكم ، يعني: وقلة القطع فيهما، ثم أخبر أن ابن نجاح؛ وهو أبو داود لم يذكر في: أنما غنمتم في "الأنفال" إلا الاتصال، ثم أخبر عن أبي داود أيضا بقطع كلمة: "أن" المفتوحة الهمزة المشددة النون من كلمة: "ما" المجاورة ل: تدعون الواقعة في قوله تعالى: " وأن ما تدعون من دونه الباطل " في سورة "لقمان"، وهو المراد بقوله "ثان"، واحترز به عن الأول؛ وهو: وأن ما يدعون من دونه هو الباطل في "الحج"; لأن أبا داود سكت عنه، ثم أخبر عن أبي عمرو في "المقنع"، بقطع الحرفين، أي: كلمتي: أنما تدعون في "لقمان"، و: "الحج"، فتحصل أن المواضع المقطوعة فيها "أنما" المفتوحة الهمزة وفاقا وخلافا ثلاثة: الأول: أنما غنمتم في "الأنفال" ذكره أبو عمرو في "المقنع" بالوجهين، ورجح فيه الوصل ولم يذكر فيه أبو داود إلا الوصل.

- الموضع الثاني: "أن ما تدعون" في "لقمان" اتفق الشيخان على قطعه.

- الموضع الثالث: "أن ما تدعون" في "الحج" ذكره أبو عمرو بالقطع، وسكت عنه أبو داود، والعمل عندنا على وصل: أنما غنمتم في "الأنفال"، وقطع: "أن ما تدعون" في "لقمان" و: "الحج"، وما عدا هذه المواضع الثلاثة مرسوم باتفاق كما يفهم من كلام الناظم نحو: أنما نملي لهم ، أنما نمدهم ، وما ذكره بعضهم من قطع: "أنما" من قوله تعالى: ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام لا يعول عليه.

وأما "إنما" المكسورة الهمزة الواقعة في "النحل" في قوله تعالى: إنما عند الله هو خير لكم ، فرجح فيها الشيخان الوصل وبه العمل عندنا، وعداها موصول باتفاق كما يفهمه كلام الناظم نحو: إنما الله إله واحد . إنما أنا بشر ، ولكن لا يدخل في عموم وصل "إنما" المكسورة الهمزة قوله تعالى: " إن ما توعدون لآت " [ ص: 223 ] في "الأنعام" لما تقدم في كلام الناظم عن الشيخين من أن "إنما" فيه مقطوعة، والضمير المستتر في قوله: كثرت يعود على "إنما"، ومع "غنمتم" ظرف في محل الحال منه، والضمير في لكنه ضمير الشأن.

التالي السابق


الخدمات العلمية