ثم قال:
فصل وأم من قطعوه في النسا أم من خلقنا ثم أم من أسسا
كذاك أم من رسموا في فصلت ومثلها ولات حين شهرت
هذا الفصل الثالث في فصول هذا الباب وقد ذكر فيه نوعين من المقطوع؛ وهما: "أم من" و: "لات حين"، فأخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل عن كتاب المصاحف بقطع كلمة "أم" عن كلمة "من" في أربعة مواضع.
-
أم من يكون عليهم وكيلا في "النساء".
- و:
أم من خلقنا في "والصافات".
- و:
أم من أسس بنيانه في "التوبة".
- و:
أم من يأتي آمنا يوم القيامة في "فصلت".
وبقطع كلمة: "لات" من "حين" في "ص":
فنادوا ولات حين مناص . على المشهور في: "
ولات حين ".
أما كلمات: "أم من" فقد صرح الشيخان بقطع المواضع الأربعة منها، ووصل ما عداها نحو: "
أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ". "
أمن يملك السمع والأبصار "، "
أمن لا يهدي إلا أن يهدى "، وقد أفاد الناظم وصل ما عدا الأربعة بمفهوم تعيين مواضع القطع.
وأما: "ولات حين" فاقتصر
nindex.php?page=showalam&ids=11999أبو داود فيه على القطع، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12111أبو عمرو : كتبوا:
ولات حين مناص في "ص" بقطع التاء من الحاء، ثم ذكر بسنده إلى
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبي عبيد أنه قال: في الإمام مصحف
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان رحمه الله. "ولا تحين مناص" التاء متصلة "بحين"، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12111أبو عمرو : ولم نجد ذلك في شيء من مصاحف أهل الأمصار، وقد رد ما حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد غير واحد من علمائنا؛ إذ عدموا وجود ذلك في شيء من المصاحف القديمة وغيرها، قال لنا
محمد بن علي، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : وكذلك هو في المصاحف الجدد والعتق بقطع التاء من "حين". وقال
نصير : اتفقت المصاحف على كتابة: "ولات"، بالتاء؛ يعني منفصلة. اه كلام
nindex.php?page=showalam&ids=12111أبي عمرو .
nindex.php?page=showalam&ids=12074وأبو عبيد هو القاسم بن سلام، وإنكارهم عليه غير متجه; لأنه حكى ما رأى وهو عدل ضابط، وقد نسب
عاصم الجحدري إلى الإمام مصحف
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان رسم
[ ص: 224 ] ألف "طاب" بالياء، ولم ينكروه حيث انفرد بروايته عنه كما أنكروا على
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبي عبيد وصل التاء ب: "حين" هنا، وتمسكهم بعدم وجود ما حكاه أبو عبيد لا ينهض; لأن نسبة ما حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد إلى الإمام ونسبة ما حكاه
الجحدري إليه يقتضي كل منهما بمفهومه أن غير الإمام من المصاحف بخلاف ذلك، وقد ثبت في كلام العرب زيادة التاء في أول كلمات من أسماء الزمان منها "حين" كقولهم: "كان هذا تحين كان ذاك"، وكقول الشاعر:
العاطفون تحين ما من عاطف والمطعمون زمان أين المطعم
ولما كان إنكار من أنكر على
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبي عبيد غير متجه لم ينقله الناظم بل حرر العبارة حيث قال: "ومثلها ولات حين شهرت"، ولا شك أن شهرة الفصل في: "ولات حين" صحيحة اعتبارا بما عليه أكثر المصاحف، وهو المعمول به، والضمير في قول الناظم: "ومثلها" يعود على كلمات "أم من" الأربع.