دليل الحيران على مورد الظمآن

المارغني - إبراهيم بن أحمد المارغني

صفحة جزء
ثم قال:


وعنهما روضات قل والجنات


..................................     وبينات منه ثم فاكهين
كيف أتى وفي انفطار كاتبين

أخبر عن الشيخين باختلاف المصاحف في حذف ألف روضات، وما ذكر معه وفي إثباته، فقوله: روضات على حذف مضاف، أي: وعنهما خلف روضات؛ بدليل أن الكلام في سياق الخلاف.

أما روضات والجنات ففي الشورى: والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات .

وأما بينات منه ففي فاطر: "فهم على بينات منه" وقد [ ص: 43 ] قرأه المكي والبصري وحمزة وحفص بحذف الألف على الإفراد، واحترز بقيد المجاور وهو لفظ منه عن غير المجاور له نحو: آيات بينات مقام إبراهيم فإنه لا خلاف في حذف ألفه.

وأما فاكهين كيف أتى أي: بواو أو ياء؛ ففي يس: في شغل فاكهون ، وفي الدخان: ونعمة كانوا فيها فاكهين ، وفي الطور: فاكهين بما آتاهم وفي المطففين: انقلبوا فكهين وقد قرأ حفص هذا الأخير بغير ألف كما قرئ بذلك خارج السبعة في الجميع.

وأما كاتبين ففي الانفطار في آية: كراما كاتبين واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها نحو: وإنا له كاتبون في الأنبياء.

والخلاف الذي ذكره في الجنات خاص بالمجاور لروضات، وقرانه الجنات بروضات قرينة على تخصيص الخلاف به.

واعلم: أن ظاهر النقول ترجيح الإثبات على الحذف في روضات والجنات، وترجيح الحذف في البواقي، وبذلك جرى العمل عندنا.

التالي السابق


الخدمات العلمية