دليل الحيران على مورد الظمآن

المارغني - إبراهيم بن أحمد المارغني

صفحة جزء
ثم قال:


القول في المدغم أو ما يظهر فمظهر سكونه مصور


وحرك الحرف الذي من بعد     حسبما يقرأ ولا يشد

أي: هذا القول في أحكام الحرف المدغم، وأحكام الحرف المظهر؛ يعني: وأحكام ما بعدهما من الحرف المدغم فيه، والحرف المظهر عنده; لأنه تكلم عليهما أيضا في الباب، وقوله: "فمظهر سكونه مصور" معناه أن ما قرأته لنافع بالإظهار فإنك تجعل عليه علامة السكون المتقدمة سواء كان مجمعا على إظهاره كاللام والميم من: الحمد لله ، والفاء والغين والياء من: أفرغ علينا أو مما اختلف فيه القراء، وقرأه نافع بالإظهار من غير خلاف عنه نحو: قد سمع ، أو من رواية قالون فقط نحو: "حملت ظهورها" أو من رواية ورش فقط نحو: يعذب من يشاء ، فالحكم في ذلك كله أن يجعل على الساكن علامة السكون دلالة على أنه مظهر في اللفظ، ثم أمرك الناظم [ ص: 270 ] في البيت الثاني بأن تحرك الحرف الذي من بعد الساكن المظهر بالحركة التي يقرأ بها من فتحة أو ضمة أو كسرة وهو معنى قوله: "حسبما يقرأ" أي: تحريكا مثل تحريك يقرأ به، وقوله: "ولا يشد" لفظه لفظ الخبر، ومعناه النهي؛ أي: حرك الحرف الذي من بعد، ولا تشدده؛ أي: لا تجعل عليه علامة التشديد؛ إذ لا موجب لها، و: "أو" في قوله: "أو ما يظهر" بمعنى الواو، وقوله: "حسبما" بفتح السين، وقوله: "يقرأ" بإسكان الهمزة للوزن،

التالي السابق


الخدمات العلمية