دليل الحيران على مورد الظمآن

المارغني - إبراهيم بن أحمد المارغني

صفحة جزء
ثم قال:


وما حذفت منه النونا


فعنه حذف بالغوه بالغيه     وصالح التحريم أيضا يقتفيه

أخبر أن ما حذفت منه النون للإضافة من الجمع المذكر السالم حذف أبو داود منه: "بالغوه" وبالغيه، وصالح التحريم؛ أي ذكر حذف ألف هذه الألفاظ الثلاثة. أما بالغوه ففي الأعراف: إلى أجل هم بالغوه وأما بالغيه ففي النحل: لم تكونوا بالغيه وأما صالح التحريم ففي قوله تعالى: وصالح المؤمنين ولم يرد الناظم بإضافة صالح إلى التحريم التقييد؛ إذ لم يقع منه جمع محذوف النون إلا فيها، وإنما قصد بها البيان؛ لأن واوه لما كانت محذوفة في الرسم يشتبه على الطالب بالمفرد لا سيما وقد قيل: إنه مفرد. وفهم من اقتصاره على حذف بالغوه وما بعده لأبي داود أن ما عدا ذلك من الجمع المحذوف النون غير محذوف الألف عنده؛ وذلك نحو: حاضري المسجد الحرام و: ظالمي أنفسهم و بتاركي آلهتنا : وجاعلوه من المرسلين لتاركو آلهتنا كاشفو العذاب .

والعمل عندنا على ما نقله الناظم عن أبي داود من حذف: بالغوه وبالغيه وصالح التحريم، وعلى إثبات ما عدا ذلك وإلا ما سيأتي للناظم من حذف: ملاقوا المضاف حيث وقع في قوله: "وفي الملاقاة سوى التلاق".

وأما ما حذفت نونه من هذا النوع وكان مشددا نحو: برادي رزقهم فيؤخذ إثباته مما تقدم. وأما المهموز منه نحو: لذائقو العذاب فحكمه الإثبات أيضا على ما به العمل.

وما من قوله: وما حذفت مبتدأ، ومنه متعلق بحذفت، وجملة قوله: فعنه حذف بالغوه خبر والضمير خبر، والضمير العائد على المبتدأ محذوف تقديره منه، ومعنى قوله: يقتفيه يتبعه.

التالي السابق


الخدمات العلمية