دليل الحيران على مورد الظمآن

المارغني - إبراهيم بن أحمد المارغني

صفحة جزء
ثم قال:


وبعد نون مضمر أتاكا حشوا كزدناهم وآتيناكا

ذكر في هذا البيت قاعدة عن الشيخين، فأخبر عنهما بحذف كل ألف واقع بعد نون الضمير إذا كان ذلك الألف حشوا، أي: وسطا نحو: ومما رزقناهم ينفقون وزدناهم هدى ، ولقد آتيناك سبعا من المثاني ، آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما .

وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم وآويناهما إلى ربوة خذوا ما آتيناكم بقوة ، إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا ، واحترز بقوله: حشوا من الواقع في الطرف، فإنه ثابت باتفاق نحو: قالوا آمنا ، وآتينا داود زبورا و: أطعنا الله وأطعنا الرسولا ، وما ذكره الناظم في هذا البيت اتفقت عليه المصاحف كلها.

وبعد من قوله: وبعد نون مضمر صفة لموصوف محذوف، والموصوف المحذوف معطوف على أصحاب، أو على "النصارى" في البيت قبل، والتقدير: والألف الواقع بعد نون مضمر.

وقوله: نون يقرأ بترك التنوين على أنه مضاف إلى مضمر، والألف التي بعد الكاف، في أتاكا، وآتيناكا للإطلاق.

التالي السابق


الخدمات العلمية