دليل الحيران على مورد الظمآن

المارغني - إبراهيم بن أحمد المارغني

صفحة جزء
ثم قال:


وعنهما قاسية وفي الزمر وفي فرادى عن سليمان أثر

أخبر في الشطر الأول عن الشيخين بحذف ألف: "قاسية"، المنصوب المنون وحذف ألف: "للقاسية" الواقع في "الزمر".

ثم أخبر في الشطر الثاني عن "سليمان"، وهو أبو داود، بحذف ألف: "فرادى" يعني الألف الأولى منه; لأن الألف الثاني سينص عليه في بابه، أما: "قاسية"، المنصوب المنون، ففي "العقود": وجعلنا قلوبهم قاسية ، وقد قرأه حمزة والكسائي بتشديد الياء من غير ألف.

وأما الواقع في "الزمر" فهو : فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ، واحترز بتنوين المنصوب في الأول، وبالسورة في الثاني من الخالي عن القيدين وهو: والقاسية قلوبهم في "الحج"، فإن ألفه ثابتة.

وأما "فرادى" ففي "الأنعام": ولقد جئتمونا فرادى ، وفي "سبإ" أن تقوموا لله مثنى وفرادى لا غير، والعمل عندنا على ما لأبي داود من حذف ألف "فرادى" في السورتين.

وقوله: وفي "الزمر" عطف على صفة محذوفة مفهومة من لفظ "قاسية"، والتقدير: وحذف ألف "قاسية" المنصوب المنون والواقع في الزمر كائن عنهما.

وقوله: "أثر" مبني للنائب بمعنى روي وضميره للحذف.

التالي السابق


الخدمات العلمية