دليل الحيران على مورد الظمآن

المارغني - إبراهيم بن أحمد المارغني

صفحة جزء
ثم قال:

[ ص: 97 ]

ثم أحباؤه ثم عاقبه وأتحاجوني كذا وصاحبه

أخبر عن أبي داود بحذف ألف: "أحباؤه"، و: "عاقبة"، و: "وأتحاجوني" و: "صاحبة".

أما أحباؤه ففي العقود: وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه لا غير.

وأما "عاقبة" فنحو: من تكون له عاقبة الدار في "الأنعام"، ومثله في "القصص": والعاقبة للتقوى في "طه".

فكان عاقبتهما أنهما في النار في "الحشر"، وهو متعدد ومنوع كما مثل.

وأما "أتحاجوني" ففي "الأنعام": قال أتحاجوني في الله وقد هداني لا غير، وبقي على الناظم من هذه المادة "حاججتم". في آل عمران فإن أبا داود ذكره بحذف الألف وبه العمل. وأما: "صاحبة" ففي سورة "الأنعام" في قوله تعالى: ولم تكن له صاحبة وقد تعدد منكرا في "الجن" ومعرفا بالإضافة في "المعارج" و"عبس" والعمل عندنا على ما لأبي داود من الحذف في هذه الألفاظ الأربعة حيث وقعت.

وقوله: "ثم أحباؤه ثم عاقبه" عطف على "الموالي"، وقد جمع في "أتحاجوني" بين ساكنين، وهو لا يجوز في حشو الرجز، لكن سوغه هنا المحافظة على إقامة لفظ القرآن الكريم. قال بعضهم: اجتمع ضرران فارتكب أخفهما.

التالي السابق


الخدمات العلمية