ثم قال:
كذا تعالى عاقدت والخلف لدى أريت وأريتم عرف
أخبر عن شيوخ النقل كلهم حسبما اقتضاه التشبيه
بحذف ألف "تعالى" يعني الأولى، وألف: "عاقدت"، وبالخلاف بين المصاحف في حذف ألف: "أرأيت"، وأرأيتم".
أما "تعالى" ففي "الأنعام":
سبحانه وتعالى عما يصفون .
وفي "النحل":
سبحانه وتعالى عما يشركون [ ص: 99 ] وهو متعدد، ولا يخفى أنه لا يندرج فيه: "تعالوا"، ولا "تعالين"، وألفهما ثابتة.
وأما "عاقدت" ففي "النساء":
والذين عقدت أيمانكم ، وقد قرأه الكوفيون بحذف الألف.
وأما "أرأيت" ففي "الأنعام": قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله ، في موضعين.
وفي "الإسراء":
أرأيتك هذا الذي كرمت علي ، 6.
وفي "العلق":
أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى أرأيت إن كان .
وفي "طه":
أفرأيت الذي كفر بآياتنا ، وهو متعدد ومنوع، كما مثل، واندرج في: "أرأيت"، "أرأيتك"، و: "أرأيتكم"، و: "أفرأيت"، لما تقدم في اصطلاحه.
وأما "أرأيتم" ففي "الأنعام":
قل أرأيتم إن أخذ الله .
وفي "النجم":
أفرأيتم اللات والعزى ، وهو متعدد ومنوع كما مثل، واندرج في: "أرأيتم"، "أفرأيتم"، لما ذكرنا، وإنما ذكر الناظم: "أرأيتم" مع "أرأيت" لمخالفته له بضم التاء واحترز ب: "أرأيت"، و: "أرأيتم" المجاور كل منهما لهمزة الاستفهام عن الخالي عنها نحو:
وإذا رأيت ، وقد قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع: "أرأيت"، و: "أرأيتم"، وما اندرج فيما بتسهيل الهمزة المتوسطة بين بين.
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش أيضا إبدالها ألفا، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي بحذفها، والباقون من السبعة بتحقيقها، وكلام الناظم على حذف الألف في: "أرأيت" و: "أريتم"، إنما هو باعتبار قراءتهما بألف بين الراء والياء، وهي إحدى الروايتين المتقدمتين عن
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش، ويلزم من حذف الألف في هذه الرواية عنه حذف صورة الهمزة في الرواية الأخرى عنه، وفي رواية من همز وجها واحدا:
nindex.php?page=showalam&ids=16810كقالون ضرورة أن الألف عند من قرأ بها مبدلة من الهمزة فيلزم من حذف الألف لمن أبدل حذف صورة الهمزة لغيره، والعمل عندنا على حذف ألف: أرأيت، وأرأيتم، وما اندرج فيهما في جميع القرآن.
واسم الإشارة في قوله: "كذا" يعود على "هم على آثارهم" في البيت قبل، وهو المشبه به، وقوله: "لدى" بمعنى "في"، وأتى: ب: "أرأيت" و: "أرأيتم"، من غير ألف بين الراء والياء على قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي لعدم اجتماع الساكنين في حشو الرجز، وقوله: "عرف" بضم العين مصدر بمعنى معروف خبر عن الخلف.