دليل الحيران على مورد الظمآن

المارغني - إبراهيم بن أحمد المارغني

صفحة جزء
ثم قال:

........... وعامل والإنسان قد ضمنا التنزيل قل والبهتان

أخبر عن أبي داود بحذف ألف "عامل"، و: "الإنسان" و: "البهتان".

أما "عامل" ففي "آل عمران": أني لا أضيع عمل عامل .

وفي "هود": إني عامل فسوف تعلمون ، وهو متعدد.

وظاهر [ ص: 101 ] إطلاق الناظم يقتضي أن لفظ "عامل" محذوف في "التنزيل" حيث وقع في القرآن، وليس كذلك؛ إذ قد نص في "التنزيل" على ثبت ألف "عامل" من قوله تعالى: إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار ، في الأنعام وعبارته فيها، وعامل هنا بألف. اه.

وأما الإنسان ففي "النساء": وخلق الإنسان ضعيفا .

وفي "الإسراء": وكل إنسان ألزمناه طائره ، وهو متعدد ومنوع كما مثل.

وأما "البهتان" ففي "النساء": أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا .

وفيها أيضا: وقولهم على مريم بهتانا عظيما ، وهو متعدد مرفوعا ومنصوبا ومخفوضا، ومنوع، نحو: ولا يأتين ببهتان ، والعمل عندنا على الحذف في "عامل" حيث وقع إلا "عامل" الواقع في "الأنعام"، فالعمل عندنا على إثبات ألفه، وعلى الحذف في "الإنسان"، و: "البهتان" حيث وقعا.

وقوله: "ضمنا" فعل ماض مبني للنائب متعد إلى مفعولين أولهما ألف الاثنين المتصلة به العائدة على لفظ "عامل"، و: "الإنسان"، وهي نائب الفاعل، وثانيهما قوله: "التنزيل"، ومعنى ضمن أودع.

التالي السابق


الخدمات العلمية