كشف المعاني في المتشابه من المثاني

ابن جماعة - بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة

صفحة جزء
164 - مسألة :

قوله تعالى في الأعراف: وأرسل في المدائن حاشرين وفي الشعراء: (وابعث).

كلاهما معلوم المراد، فما فائدة اختلاف اللفظين؟ وكذلك قوله تعالى هنا: (بكل ساحر) وفي الشعراء (بكل سحار)؟

جوابه:

مع التفنن في الكلام، أن (أرسل أكثر تفخيما من (ابعث) وأعلى رتبة لإشعاره بالفوقية.

ففي الأعراف حكى قول الملأ لفرعون، فناسب خطابهم له بما هو أعظم رتبة؛ تفخيما له.

وفي الشعراء: صدر الكلام بأنه هو القائل لهم، فناسب تنازله [ ص: 187 ] معهم ومشاورته لهم، وقولهم (ابعث).

وأما قوله تعالى هنا: (بكل ساحر) وفي الشعراء: (بكل سحار) فلتقدم قولهم: (بسحره) فناسب صيغة المبالغة بـ (سحار).

التالي السابق


الخدمات العلمية