كشف المعاني في المتشابه من المثاني

ابن جماعة - بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة

صفحة جزء
256 - مسألة :

قوله تعالى: لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وقال بعده: فأردنا وقال في الثالثة: فأراد ربك ؟

جوابه:

أن هذا حسن أدب من الخضر مع الله تعالى.

أما في الأول: فإنه لما كان عيبا نسبه إلى نفسه.

وأما الثاني: فلما كان يتضمن العيب ظاهرا، وسلامة الأبوين من الكفر، ودوام إيمانهما - باطنا قال: أردنا، كأنه قال: أردت أنا القتل وأراد الله سلامتهما من الكفر وإبدالهما خيرا منه.

وأما الثالث: فكان خيرا محضا ليس فيه ما ينكر لا عقلا ولا شرعا نسبه إلى الله وحده فقال: (فأراد ربك).

التالي السابق


الخدمات العلمية