كشف المعاني في المتشابه من المثاني

ابن جماعة - بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة

صفحة جزء
40 - مسألة :

قوله تعالى: ولن يتمنوه أبدا ؟ وفي الجمعة: ولا يتمنونه أبدا ؟

جوابه:

لما كانت دعواهم أن الدار الآخرة لهم خاصة أكد نفي ذلك بـ[لن] لأنها أبلغ في النفي من [لا] لظهورها في الاستغراق.

وفي الجمعة: ادعوا ولاية الله، ولا يلزم من الولاية لله اختصاصهم بثواب الله وجنته فأتى بـ[لا] النافية للولاية.

وكلاهما مؤكد بالتأبيد، لكن في البقرة أبلغ.

[ ص: 104 ] وأيضا: إن آية البقرة وردت بعدما تقدم منهم من الكفر والعصيان وقتل الأنبياء، فناسب حرف المبالغة في النفي لتمنيهم الموت لما يعلمون ما لهم بعده من العذاب؛ لأن [لن] أبلغ في النفي عند كثير من أئمة العربية، وآية الجمعة لم يتقدمها ذلك، جاءت بـ[لا] الدالة على مطلق النفي من غير مبالغة.

التالي السابق


الخدمات العلمية