كشف المعاني في المتشابه من المثاني

ابن جماعة - بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة

صفحة جزء
42 - مسألة :

قوله تعالى: ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم وقال في - القبلة -: من بعد ما جاءك [ ص: 105 ] بغير (من) [في الأولى] ؟

جوابه:

أن (الذي) أبلغ من (ما) في باب الموصول في الاستغراق، فلما تضمنت الآية الأولى اتباع عموم أهوائهم في كل ما كانوا عليه بدليل: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ناسب لفظ (الذي) التي هي أبلغ في بابها من (ما) .

والآيتان الأخريان في باب بعض معروف.

أما آية البقرة: ففي اتباعهم في القبلة.

وأما آية الرعد: ففي البعض الذي أنكروه لتقدم قوله: ومن الأحزاب من ينكر بعضه أي: ولئن اتبعت أهواءهم في بعض الذي أنكروه.

ودخلت (من) في آية القبلة؛ لأنه في أمر مؤقت معين وهو: الصلاة التي نزلت الآية فيها، أي: من بعد نسخ القبلة؛ لأن (من) لابتداء الغاية.

التالي السابق


الخدمات العلمية