صفحة جزء
32 - باب فرش حروف سورة النساء


1 - وكوفيهم تساءلون مخففا وحمزة والأرحام بالخفض جملا



قرأ الكوفيون: واتقوا الله الذي تساءلون به بتخفيف السين، فتكون قراءة غيرهم بتشديدها. وقرأ حمزة والأرحام بخفض الميم، فتكون قراءة غيره بنصبها.


2 - وقصر قياما عم يصلون ضم كم     صفا نافع بالرفع واحدة جلا



قرأ نافع وابن عامر: التي جعل الله لكم قياما بالقصر، أي بحذف الألف بعد الياء، وقرأ الباقون بالمد، أي بإثبات الألف بعد الياء، وقرأ ابن عامر، وشعبة وسيصلون سعيرا بضم الياء، وقرأ غيرهما بفتحها. وقرأ نافع وإن كانت واحدة برفع التاء، وغيره بنصبها، (وجلا) بمعنى كشف، وليست الجيم رمزا لورش لتصريحه باسم نافع، وورش أحد راوييه.


3 - ويوصي بفتح الصاد صح كما دنا     ووافق حفص في الأخير محملا



قرأ شعبة وابن عامر وابن كثير: (يوصى بها أو دين آباؤكم)، و (يوصى بها أو دين غير مضار)، بفتح الصاد فيهما، ووافقهم حفص في فتح الصاد في الموضع الثاني، ويفهم من هذا: أن حفصا يقرأ في الموضع الأول بكسر الصاد. وقرأ الباقون بكسر الصاد في [ ص: 243 ] الموضعين. و(محملا) بالحاء المهملة حال من (حفص) أي كسر في الأول، وفتح في الثاني ناقلا هذا عن الأئمة.


4 - وفي أم مع في أمها فلأمه     لدى الوصل ضم الهمز بالكسر شمللا
5 - وفي أمهات النحل والنور والزمر     مع النجم شاف واكسر الميم فيصلا



قرأ حمزة والكسائي: فلأمه الثلث ، فلأمه السدس ، في هذه السورة، حتى يبعث في أمها رسولا في القصص، وإنه في أم الكتاب في الزخرف. بكسر ضم الهمزة في حالي الوصل والوقف في فلأمه في هذه السورة، وفي حال الوصل فقط في القصص والزخرف، فإذا ابتدآ بلفظ (أم) في السورتين ضما الهمزة. وقرآ أيضا بكسر الهمزة وصلا في المواضع الآتية: من بطون أمهاتكم في النحل، أو بيوت أمهاتكم في النور، يخلقكم في بطون أمهاتكم في الزمر، أجنة في بطون أمهاتكم في النجم. وقرأ حمزة وحده بكسر الميم مع كسر الهمزة في المواضع الأربعة في حال الوصل أيضا، فإذا ابتدآ بلفظ (أمهاتكم) في المواضع الأربعة ضما الهمزة وفتحا الميم لا فرق في ذلك بين حمزة والكسائي. وقرأ الباقون بضم الهمزة وكسر الميم في هذه السورة، وفي القصص والزخرف، وبضم الهمزة وفتح الميم في هذه المواضع الأربعة. ومعنى (شملل) أسرع. وقوله: (فيصلا) معناه: أن كسر الميم لحمزة فصل بين قراءته وقراءة الكسائي.


6 - ويدخله نون مع طلاق وفوق مع     يكفر يعذب معه في الفتح إذ كلا



قرأ نافع وابن عامر بالنون مكان الياء في الأفعال الآتية: يدخله جنات ، يدخله نارا في هذه السورة، يدخله جنات في سورة الطلاق، يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات في السورة التي فوق سورة الطلاق وهي التغابن، يدخله جنات ، يعذبه عذابا أليما في سورة الفتح. وقرأ الباقون بالياء في جميع هذه المواضع. و(كلا) فعل ماض بمعنى حفظ.


7 - وهذان هاتين اللذان اللذين قل     تشدد للمكي فذانك دم حلا



قرأ ابن كثير المكي هذه الكلمات كلها بتشديد النون حيث وقعت: إن هذان لساحران [ ص: 244 ] في طه، هذان خصمان في الحج، إحدى ابنتي هاتين في القصص، واللذان يأتيانها منكم في هذه السورة، أرنا اللذين أضلانا في فصلت. وقرأ هو وأبو عمرو بتشديد نون (فذانك) من قوله تعالى فذانك برهانان في القصص. وعلم أن مراده تشديد النون من عطفه على النون في قوله (ويدخله نون) إلخ، أو من النون في هذه الأمثلة هي محل إمكان التشديد، ومن الشهرة أيضا، وفي تشديد نون (هذان واللذين) تمد الألف مدا مشبعا لاجتماعها ساكنة مع ما بعدها. وأما (هاتين اللذين) فيجوز في كل منهما للمكي المد المشبع والتوسط قياسا على (عين) في فاتحتي مريم والشورى لجميع القراء.


8 - وضم هنا كرها وعند براءة     شهاب وفي الأحقاف ثبت معقلا



قرأ حمزة والكسائي بضم الكاف في لفظ (كرها) في قوله تعالى هنا: لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها وفي قوله تعالى في سورة براءة قل أنفقوا طوعا أو كرها .

وقرأ غيرهما بفتح الكاف في هذين الموضعين. وقرأ الكوفيون وابن ذكوان بضم الكاف في الموضعين من سورة الأحقاف، وهما حملته أمه كرها ووضعته كرها ، وقرأ الباقون بفتح الكاف في موضعي الأحقاف. و(المعقل): الحصن الذي يلجأ إليه.


9 - وفي الكل فافتح يا مبينة دنا     صحيحا وكسر الجمع كم شرفا علا



قرأ ابن كثير وشعبة بفتح الياء في كلمة (مبينة) في كل مواضعها وهي ثلاثة:

إلا أن يأتين بفاحشة مبينة هنا، وفي الطلاق، من يأت منكن بفاحشة مبينة بالأحزاب. وقرأ غيرهما بكسر الياء في المواضع الثلاثة. وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص بكسر الياء في لفظ مبينات، جمع مبينة، وهو في ثلاثة مواضع: ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا ، لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدي كلاهما في النور، رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات في الطلاق. وقرأ الباقون بفتح الياء في المواضع الثلاثة.

والخلاصة: أن شعبة وابن كثير يفتحان الياء في المفرد والجمع. وأن ابن عامر وحمزة والكسائي وحفصا يكسرون الياء فيهما. وأن نافعا وأبا عمرو يكسران في المفرد ويفتحان في الجمع.

[ ص: 245 ]

10 - وفي محصنات فاكسر الصاد راويا     وفي المحصنات اكسر له غير أولا



قرأ الكسائي بكسر الصاد في لفظ (محصنات) الجمع، سواء كان مجردا من التعريف نحو: محصنات غير مسافحات ، أم كان معرفا نحو: أن ينكح المحصنات المؤمنات ، واستثني له لفظ المحصنات في الموضع الأول وهو والمحصنات من النساء ، فقرأ بفتح الصاد كقراءة غيره في جميع المواضع.


11 - وضم وكسر في أحل صحابه     وجوه وفي أحصن عن نفر العلا



قرأ حفص وحمزة والكسائي: وأحل لكم ما وراء ذلكم بضم الهمزة وكسر الحاء، فتكون قراءة الباقين بفتح الهمزة والحاء. وقرأ حفص، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، ونافع فإذا أحصن بضم الهمزة وكسر الصاد، وعلم هذا من العطف على وأحل فتكون قراءة الباقين وهم شعبة وحمزة والكسائي بفتح الهمزة والصاد.


12 - مع الحج ضموا مدخلا خصه وسل     فسل حركوا بالنقل راشده دلا



ضم القراء السبعة إلا نافعا الميم في لفظ (مدخلا) هنا في قوله تعالى وندخلكم مدخلا كريما ، وفي سورة الحج في قوله تعالى: ليدخلنهم مدخلا يرضونه ، وقرأ نافع بفتح الميم في الموضعين. وفي قوله: (خصه) إشارة إلى قصر الحكم على هذين الموضعين دون موضع الإسراء وهو: أدخلني مدخل صدق ، فإنه مضموم الميم اتفاقا. واعلم أن فعل الأمر المشتق من السؤال إن لم يكن مسبوقا بواو أو فاء فقد اتفق القراء على نقل حركة همزته إلى السين مع حذف الهمزة نحو: سل بني إسرائيل كم آتيناهم ، سلهم أيهم بذلك زعيم ، وإن كان مسبوقا بواو أو فاء فقد اختلف القراء فيه فذهب الكسائي وابن كثير إلى نقل حركة همزته إلى السين مع حذف الهمزة نحو: واسألوا الله من فضله ، واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا ، فاسألوا أهل الذكر ، فاسأل به خبيرا ، فاسأل الذين يقرءون الكتاب ، فاسألوهم إن كانوا ينطقون . وذهب الباقون إلى إبقاء الهمزة وإسكان السين، وأما الفعل المضارع المشتق من السؤال نحو: لا يسأل عما يفعل ، وليسألوا ما أنفقوا . فقد اتفق القراء على إثبات الهمزة وإسكان السين.

[ ص: 246 ]

13 - وفي عاقدت قصر ثوى ومع الحديـ     د فتح سكون البخل والضم شمللا



قرأ الكوفيون: (والذين عاقدت أيمانكم) بالقصر أي بحذف الألف بعد العين.

فتكون قراءة الباقين بالمد أي بإثبات الألف. وقرأ حمزة والكسائي: ويأمرون الناس بالبخل هنا وفي الحديد بفتح سكون الخاء وفتح ضم الباء فتكون قراءة الباقين بسكون الخاء وضم الباء.


14 - وفي حسنه حرمي رفع وضمهم     تسوى نما حقا وعم مثقلا



قوله تعالى: وإن تك حسنة يضاعفها . قرأ الحرميان (حسنة) برفع التاء. وقوله: (حرمي رفع) مقلوب، والأصل (رفع حرمي)، وهما: نافع وابن كثير، وقرأ غيرهما بنصب التاء. وقرأ عاصم، وابن كثير، وأبو عمرو: لو تسوى بهم الأرض ، بضم تاء (تسوى).

وقرأ غيرهم بفتحتها. وقرأ ابن عامر ونافع بتثقيل السين، والباقون بتخفيفها. فيؤخذ من هذا أن نافعا وابن عامر يقرءان بفتح التاء وتشديد السين، أما فتح التاء لهما فمن مفهوم قوله (وضمهم تسوى نمى حقا)، وأما تشديد السين فمن منطوق قوله: (وعم مثقلا) وأن حمزة والكسائي يقرءان بفتح التاء، ومأخذه مأخذ ما قبله، وتخفيف السين، وهذا يؤخذ من مفهوم قوله (وعم مثقلا) وأن عاصما وابن كثير وأبا عمرو يقرءون بضم التاء وتخفيف السين.

أما ضم التاء فمن صريح قوله: (وضمهم)، وأما تخفيف السين فمن مفهوم قوله: (وعم مثقلا).


15 - ولامستم اقصر تحتها وبها شفا     ورفع قليل منهم النصب كللا



قرأ حمزة والكسائي: أو لامستم النساء في هذه السورة وفي السورة تحتها، وهي المائدة بالقصر، أي بحذف الألف بعد اللام. وقرأ غيرهم بالمد، أي بإثبات ألف بعد اللام. وقرأ ابن عامر (ما فعلوه إلا قليلا منهم) بالنصب، فتكون قراءة غيره بالرفع. ومعنى: ( النصب كللا) جعل النصب له كالإكليل في الحسن والزينة.


16 - وأنث يكن عن دارم تظلمون غيـ     ب شهد دنا إدغام بيت في حلا



قرأ حفص وابن كثير: كأن لم تكن بينكم وبينه مودة بتاء التأنيث. وقرأ غيرهما بياء [ ص: 247 ] التذكير، وقرأ حمزة والكسائي وابن كثير: (ولا يظلمون فتيلا) بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب، وأراد الناظم: (ولا يظلمون فتيلا) الذي بعده أينما تكونوا يدرككم الموت ، والذي دلنا على أن الناظم أراد هذا الموضع: أنه ذكره بعد بيان حكم (ما فعلوه إلا قليل منهم)، وأما (ولا يظلمون فتيلا) الذي بعده انظر كيف يفترون على الله الكذب فقد اتفق القراء على قراءته بياء الغيب، وقرأ حمزة وأبو عمرو بإدغام تاء (بيت) في طاء (طائفة)، وقرأ بإظهارها الباقون. وقد يقال: علم من باب إدغام المتقاربين أن السوسي يدغم التاء في الطاء مثل بيت طائفة ، فكان ينبغي للناظم أن يقتصر هنا على بيان مذهب حمزة والدوري عن أبي عمرو، لأن مذهب السوسي قد علم، ويجاب عن هذا بأن الناظم ضم إليهما السوسي خشية أن يتوهم متوهم أن حمزة والدوري اختصا بإدغام هذا الحرف، وأن السوسي خالف فيه أصله، فقرأ بإظهاره.


17 - وإشمام صاد ساكن قبل داله     كأصدق زايا شاع وارتاح أشملا



قرأ حمزة والكسائي بإشمام كل صاد زايا إذا كانت الصاد ساكنة ووقعت قبل دال نحو: ومن أصدق ، يصدقون ، وتصدية ، ولكن تصديق ، فاصدع بما تؤمر ، وعلى الله قصد السبيل ، يصدر الرعاء ، يصدر الناس ، فإذا كانت الصاد متحركة نحو: (صدقة)، (صدقوا)، أو كانت ساكنة ولم تقع قبل دال نحو: فاصفح عنهم ، واصنع الفلك فلا إشمام فيها لأحد. وكيفية الإشمام أن تخلط لفظ الصاد بالزاي وتمزج أحد الحرفين بالآخر بحيث يتولد منهما حرف ليس بصاد خالصة ولا بزاي خالصة، ولكن يكون صوت الصاد متغلبا على صوت الزاي كما ينطق العوام بالظاء. وقرأ الباقون بالصاد الخالصة. و(شاع): انتشر.

و(الارتياح): النشاط. و(أشملا): جمع شمال، وهو جمع قلة لأن جمع الكثرة شمائل.


18 - وفيها وتحت الفتح قل فتثبتوا     من الثبت والغير البيان تبدلا



قرأ حمزة والكسائي المشار إليهما في البيت السابق بـ(شاع)، (إذا ضربتم فى سبيل الله فتثبتوا)، " فمن الله عليكم فتثبتوا " ، والموضعان في هذه السورة، (إن جاءكم فاسق بنبإ فتثبتوا)، في السورة التي تحت الفتح وهى الحجرات بثاء مثلثة مفتوحة، وبعدها باء [ ص: 248 ] موحدة مفتوحة مشددة، وبعدها تاء مضمومة، وقرأ الباقون (فتبينوا) بياء موحدة مفتوحة وبعدها ياء مثناة مفتوحة مشددة، وبعدها نون مضمومة، وقراءة حمزة والكسائي مأخوذة من الثبت بمعنى التثبت وعدم العجلة، وقراءة الباقين مأخوذة من البيان أي التبين والمعنيان متقاربان. ومعنى قوله: (والغير البيان تبدلا) أن باقي القراء تبدلوا البيان بالتثبت، أي البيان مكان التثبت، فقرءوا: (فتبينوا).


19 - وعم فتى قصر السلام مؤخرا     وغير أولي بالرفع في حق نهشلا



قرأ نافع وابن عامر وحمزة (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا)، وهو الموضع الأخير في السورة بالقصر، أي بحذف الألف بعد اللام. وقرأ الباقون بالمد أي بإثبات الألف بعد اللام واحترز بقوله: (مؤخرا) عن الموضعين السابقين عليه، وهما وألقوا إليكم السلم ، ويلقوا إليكم السلم ، فلا خلاف بين القراء في حذف ألفهما.

وأيضا لا خلاف بينهم في حذف ألف وألقوا إلى الله يومئذ السلم في سورة النحل، وقرأ حمزة، وابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم غير أولي الضرر برفع راء غير، وقرأ الباقون وهم نافع وابن عامر والكسائي بنصبها. و(نهشل) اسم قبيلة.


20 - ونؤتيه باليا في حماه وضم يد     خلون وفتح الضم حق صرى حلا
21 - وفي مريم والطول الاول عنهم     وفي الثان دم صفوا وفي فاطر حلا



قرأ حمزة، وأبو عمرو: فسوف نؤتيه أجرا عظيما بالياء، وقرأ غيرهما بالنون. وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وشعبة (يدخلون) هنا في فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا ، وفي مريم في قوله تعالى: فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا وفي الموضع الأول من سورة غافر وهو: فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب بضم الياء وفتح ضم الخاء. وقرأ غيرهم بفتح الياء وضم الخاء في المواضع الثلاثة. وقرأ ابن كثير وشعبة بضم الياء وفتح ضم الخاء في الموضع الثاني من سورة غافر، وهو: سيدخلون جهنم داخرين وغيرهما بفتح الياء وضم الخاء. وقرأ أبو عمر وحده بضم الياء وفتح ضم الخاء في موضع فاطر، وهو جنات عدن يدخلونها ، وقرأ غيره بفتح الياء وضم الخاء، واتفق [ ص: 249 ] القراء على فتح الياء وضم الخاء في " جنات عدن يدخلونها " في سورتي الرعد والنحل.

و(الصرى) بكسر الصاد: الماء المجتمع. و(حلا) بفتح الحاء آخر البيت الأول معناه: عذب، وفي آخر البيت الثاني وهو بفتح الحاء أيضا: مأخوذ من قولهم: حلا زوجته إذ ألبسها الحلي، ففي البيتين جناس تام.


22 - ويصالحا فاضمم وسكن مخففا     مع القصر واكسر لامه ثابتا تلا



قرأ الكوفيون: فلا جناح عليهما أن يصلحا بضم الياء وسكون الصاد مع تخفيفها وحذف الألف المعبر عنه بالقصر بعدها، وبكسر اللام، وقرأ أهل سما وابن عامر بفتح الياء والصاد وتشديدها وإثبات ألف بعدها مع فتح اللام كما لفظ به.


23 - وتلووا بحذف الواو الاولى ولامه     فضم سكونا لست فيه مجهلا



قرأ هشام وحمزة وابن ذكوان: وإن تلووا بحذف الواو الأولى، وهي المضمومة وبضم سكون اللام، فينطق بلام مضمومة وبعدها واو ساكنة مدية، فتكون قراءة الباقين بإثبات الواو الأولى المضمومة وسكون اللام، فينطق بلام ساكنة وبعدها واوان: الأولى مضمومة، والثانية ساكنة مدية كما لفظ به، ويؤخذ من قوله (الأولى) أن الثانية ثابتة باتفاق القراء.


24 - ونزل فتح الضم والكسر حصنه     وأنزل عنهم عاصم بعد نزلا



قرأ المشار إليهم بحصن وهم: الكوفيون ونافع والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل بفتح ضم النون، وفتح كسر الزاي في (نزل)، وبفتح ضم الهمزة وفتح كسر الزاي في (أنزل)، وقرأ الباقون بضم النون وكسر الزاي في (نزل) وبضم الهمزة وكسر الزاي في (أنزل). وقوله: (عاصم بعد نزلا) معناه أن عاصما قرأ (وقد نزل عليكم في الكتاب) بفتح ضم النون، وفتح كسر الزاي، وقرأ غيره بضم النون وكسر الزاي.


25 - ويا سوف نؤتيهم عزيز وحمزة     سيؤتيهم في الدرك كوف تحملا


[ ص: 250 ] 26 - بالإسكان تعدوا سكنوه وخففوا     خصوصا وأخفى العين قالون مسهلا



قرأ حفص أولئك سوف يؤتيهم أجورهم بالياء. وقرأ حمزة (أولئك سيؤتيهم أجرا عظيما) بالياء. وقرأ الباقون بالنون في الموضعين. وقرأ الكوفيون إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار بإسكان الراء. وقرأ غيرهم بفتحها. وقرأ المشار إليهم بالخاء وهم القراء الستة لا تعدوا في السبت بتسكين العين وتخفيف الدال، فتكون قراءة نافع بفتح العين وتشديد الدال.

وقرأ قالون بإخفاء حركة العين أي اختلاس فتحتها، فتكون قراءة ورش بفتح العين فتحا كاملا.

وقد ذكر الإمام الداني في التيسير إسكان العين لقالون، وكان على الناظم أن يذكر له هذا الوجه، فحينئذ يكون لقالون وجهان: اختلاس فتحة العين، وإسكانها، وكل منهما مع تشديد الدال.

ويكون لورش وجه واحد وهو فتح العين مع تشديد الدال، وللباقين إسكان العين وتخفيف الدال.

ومعنى (تحملا) أي نقل الإسكان في راء (الدرك). ومعنى (مسهلا) راكبا الطريق السهل.


27 - وفي الأنبيا ضم الزبور وههنا     زبورا وفي الإسرا لحمزة أسجلا



قرأ حمزة: " وآتينا داود زبورا " هنا وفي الإسراء، ولقد كتبنا في الزبور في الأنبياء بضم الزاي في المواضع الثلاثة، وقرأ غيره بفتح الزاي فيها.

التالي السابق


الخدمات العلمية