صفحة جزء
( وتكره ) القدوة ( بالتمتام ) وهو من يكرر التاء والقياس كما في الصحاح وغيره التأتأة ( والفأفاء ) وهو بهمزتين ومد في آخره من يكرر الفاء والوأواء وهو من يكرر الواو ، وكذا سائر الحروف لزيادته ، ونفرة الطبع عن سماعه ، ولا فرق بين أن يكون ذلك في الفاتحة أو غيرها ولا فاء فيها ، وجاز الاقتداء بهم مع زيادتهم ; لعذرهم فيها ( واللاحن ) لحنا غير مغير المعنى كفتح دال نعبد وكسر بائها ونونها [ ص: 172 ] لبقاء المعنى ، وإن كان المتعمد لذلك آثما ، وضم صاد الصراط وهمزة اهدنا ونحوه كاللحن الذي لا يغير المعنى ، وإن لم تسمه النحاة لحنا ( فإن ) لحن لحنا ( غير معنى ك أنعمت بضم أو كسر ) أو أبطله كالمستقين كما في المحرر وحذفه منه لفهمه بالأولى ، أو ; لأنه يدخل في الألثغ ، ومراده باللحن هنا ما يشمل الإبدال .


حاشية الشبراملسي

( قوله : وتكره القدوة بالتمتام ) قال عميرة : قال الشافعي رضي الله عنه : الاختيار : أي الأولى في الإمام أن يكون فصيح اللسان حسن الثياب مرتلا للقرآن . انتهى سم على منهج . ( قوله : وهو من يكرر التاء ) هل ولو عمدا بناء على أن المكرر حرف قرآني لا كلام أجنبي أو لا ، أو يفصل بين كثرة المكرر وعدمها ؟ فيه نظر فليحرر . ا هـ سم على منهج .

أقول : الأقرب أنه لا فرق بين العمد وغيره لما علل به من أن المكرر حرف قرآني كثر أو قل ( قوله : لعذرهم فيها ) قضيته أنهم لو تعمدوا ذلك لم يصح الاقتداء بهم ، والأقرب خلافه لما مر من أن ما يكرره حرف قرآني ( قوله : واللاحن ) عميرة اللحن بالسكون الخطأ في الإعراب وبالفتح الفطنة ، ومنه قوله : { فلعل أحدكم ألحن بالحجة } . ا هـ سم على منهج . ووجه ذلك أنه مأخوذ من اللحن بالفتح ، [ ص: 172 ] ومعناه أشد لحنا من غيره . ( قوله : وضم صاد الصراط ) أي أو فتحها ( قوله : كالمستقين ) التمثيل به لا يظهر معناه نظرا إلى أن هذا المركب من الموصوف وصفته لفظ لا معنى له ، بخلاف { أنعمت عليهم } فإنه في نفسه له معنى لكنه غير مراد في الآية فلا يقال المستقين جمع مستقن .

فالحاصل فيه تغير المعنى لا إبطاله ، ويمكن أن يجاب بأن المراد إبطاله إزالة معناه الأصلي ، وإن حدث له معنى آخر فالمستقين بالنون وإن حصل له معنى آخر لكن بطل معه معنى المستقيم بالكلية ، بخلاف أنعمت بضم أو كسر فإن كون التاء ضميرا لم يزل عن الكلمة ، وإن تغير من خطاب المذكر إلى غيره فليتأمل .

[ فرع ] لو سهل همزة أنعمت أثم ، ولا تبطل الصلاة بها ; لأنه تغيير صفة ، بخلاف ما لو أسقط همزة أنعمت فإنه مبطل ; لأنه إسقاط حرف ، والتسهيل قرئ بنظيره في قوله تعالى { ولو شاء الله لأعنتكم } بتسهيل همزة أعنتكم غايته أن الصلاة مكروهة في تسهيل همزة أنعمت .

حاشية المغربي

[ ص: 172 ] قوله : كاللحن الذي لا يغير المعنى ) كذا في النسخ ، وفيه اتحاد المشبه والمشبه به ( قوله : وحذفه منه لفهمه بالأولى ) أي ولأنه ليس من اللحن حقيقة وإن كان مرادهم هنا ما هو أعم من الإبدال كما أشار إليه الشارح بعد . قال الأذرعي : وتجوز الرافعي وغيره فعدوا من اللحن المبطل للمعنى قوله : المستقين ، وليس بلحن بل إبدال حرف بحرف .

التالي السابق


الخدمات العلمية