صفحة جزء
( وزنأت ) بالهمز وكذا بألف بلا همز على أحد وجهين ( في الجبل كناية ) لأن الزناء في الجبل ونحوه هو الصعود ، وأما زنأت بالهمز في البيت فصريح لأنه لا يستعمل فيه بمعنى الصعود ونحوه ، فإن كان فيه درج يصعد [ ص: 106 ] إليه فيها فوجهان ، أصحهما كما أفاده الوالد رحمه الله تعالى صراحته أيضا ( وكذا زنأت ) بالهمز ( فقط ) أي من غير ذكر جبل ولا غيره كناية ( في الأصح ) لأن ظاهره الصعود . والثاني أنه صريح والياء قد تبدل همزة . والثالث إن أحسن العربية فكناية وإلا فصريح ( وزنيت ) بالياء ( في الجبل صريح في الأصح ) لظهوره فيه وذكر الجبل لبيان محله فلا يصرفه عن ظاهره وإنابة الياء عن الهمزة خلاف الأصل . والثاني أنه كناية . والثالث إن أحسن العربية فصريح منه وإلا فكناية ، ولو قال يا زانية في الجبل فكناية كما قالاه ، ويفرق بينه وما مر بأن النداء يستعمل لذلك كثيرا في الصعود ، بخلاف زنيت فيه بالياء .


حاشية الشبراملسي

( قوله : وأما زنأت بالهمز في البيت ) بقي ما لو جمع بينهما بأن قال زنأت في الجبل في البيت هل يكون صريحا [ ص: 106 ] أو كناية ؟ فيه نظر ، والأقرب الثاني حملا لقوله في البيت على أنه حال ( قوله : صراحته ) أي ومع صراحته هو يقبل الصرف ، فلو قال أردت صعدت في البيت قبل فيما يظهر كما لو قال في الوطء في الدبر أردت وطأه في دبر حليلته ونحو ذلك مما صرحوا فيه بقبول الصرف من الصرائح بل هذا أولى لما قيل إنه كناية ( قوله بخلاف زنيت فيه ) أي الجبل

التالي السابق


الخدمات العلمية