صفحة جزء
( وفي ) إبطال ( السمع ) ( دية ) إجماعا ولأنه أشرف الحواس حتى من البصر كما عليه أكثر الفقهاء ; إذ هو المدرك للشرع الذي به التكليف ولأنه يدرك به من سائر الجهات وفي كل الأحوال والبصر يتوقف على جهة المقابلة وتوسط شعاع أو ضياء ، وما زعمه المتكلمون من أشرفيته على السمع لقصر إدراكه على الأصوات ، وذاك يدرك الأجسام والألوان والهيئات مردود بأن كثرة هذه المتعلقات فوائدها دنيوية لا يعول عليها ، ألا ترى من جالس أصم فكأنما صاحب حجرا ملقى وإن تمتع في نفسه بمتعلقات بصره ، وأما الأعمى ففي غاية الكمال الفهمي والعلم الذوقي وإن نقص تمتعه [ ص: 335 ] الدنيوي


حاشية الشبراملسي

( قوله : لا يعول عليها ) هذا ممنوع فإنه يترتب على إدراكها التفكر في مصنوعات الله البديعة العجيبة [ ص: 335 ] المتفاوتة ، وقد يكون نفس إدراكها طاعة كمشاهدة نحو الكعبة والمصحف ، وقد يترتب على الإدراك إنقاذ محترم من مهلك إلى غير ذلك مما لا يحصى ، وأيضا فمن فوائد الإبصار مشاهدة ذاته تعالى في الآخرة أو في الدنيا أيضا كما وقع له صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج ولا أجل من ذلك فليتأمل ا هـ سم على حج .

أقول : ويرد بأن ذلك كله إنما يعتد به ويكون نافعا بعد معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم ومعرفة الأمور الشرعية المتلقاة منه وذلك إنما يعرف بالسمع

حاشية المغربي

( قوله : فوائدها دنيوية ) كذا في التحفة ، قال سم : هذا ممنوع فإنه يترتب على إدراكها التفكر في مصنوعات الله تعالى البديعة وقد يكون نفسه طاعة كمشاهدة نحو الكعبة والمصحف إلى آخر ما ذكره من الأمثلة ، ولا يخفى أن ما ذكره لا يتوجه منعا على الشارح كابن حجر لأنهما إنما ادعيا أن أكثر متعلقات البصر دنيوية [ ص: 335 ] وهذا مما لا خفاء فيه ، ولم يدعيا أن جميعها دنيوي حتى يتوجه عليهما النقض بهذه الجزئيات

التالي السابق


الخدمات العلمية