صفحة جزء
قوله ( ويصلي على الغائب بالنية ) هذا المذهب مطلقا ، وعليه جماهير الأصحاب وقطع به كثير منهم ، وعنه لا تجوز الصلاة عليه ، وقيل : يصلي عليه إن لم يكن صلى عليه ، وإلا فلا اختاره الشيخ تقي الدين ، وابن عبد القوي ، وصاحب النظم ، ومجمع البحرين .

تنبيه : ظاهر كلام المصنف : صحة الصلاة على الغائب عن البلد ، سواء كان قريبا أو بعيدا ، وهو صحيح ، وهو المذهب ، وعليه الأصحاب ، وقال الشيخ تقي الدين : لا بد أن يكون الغائب منفصلا عن البلد بما يعد الذهاب إليه نوع سفر وقال : أقرب الحدود : ما تجب فيه الجمعة ، وقال القاضي : يكفي خمسون خطوة . [ ص: 534 ] فائدة : مدة جواز الصلاة على الغائب كمدة جواز الصلاة على القبر ، على الصحيح من المذهب ، وعليه أكثر الأصحاب ، وقال القاضي في الخلاف : يصلي على الغائب مطلقا ، قلت : وهو ظاهر كلام كثير من الأصحاب ، وهو الواقع في البلاد البعيدة . قوله ( وإن كان في أحد جانبي البلد : لم يصل عليه بالنية ، في أصح الوجهين ) ، وهو المذهب ، وعليه جماهير الأصحاب ، والوجه الثاني : يصلى عليه للمشقة اختاره ابن حامد ، وأبطله المجد بمشقة المرض والمطر قال في الفروع : ويتوجه فيها تخريج .

تنبيه : ظاهر كلام المصنف : أن الخلاف جار ، سواء كانت البلد صغيرة أو كبيرة ، وهو ظاهر إطلاق بعضهم والصحيح من المذهب : أن محل الخلاف في البلد الكبير ، ويحتمله كلام المصنف ، وأما البلد الصغير : فلا يصلى على من في جانبه بالنية ، قولا واحدا قال الشيخ تقي الدين : القائلون بالجواز قيد محققوهم البلد بالكبير ، ومنهم من أطلق ولم يقيد . انتهى . قلت : الذي يظهر : أن مراد من أطلق : البلد الكبير .

التالي السابق


الخدمات العلمية