صفحة جزء
قوله { وإن مسح مسافرا ، ثم أقام : أتم مسح مقيم } هذا المذهب ، وعليه الأصحاب وقطع به كثير منهم . قال في المبهج : أتم مسح مسافر ، إن كان مسح مسافرا فوق يوم وليلة . وشذذه الزركشي . قال ابن رجب في الطبقات : وهو غريب .

ونقله في الإيضاح رواية . ولم أرها فيه ، والصحيح من الروايتين . وعليه جماهير الأصحاب . قال الشيخ تقي الدين : هي اختيار أكثر أصحابنا . قال في الفروع : اختاره الأكثر . [ ص: 178 ]

قلت : منهم ابن أبي موسى ، والقاضي ، وأكثر أصحابه ، كأبي الخطاب في خلافه الصغير وغيره ، واختاره المصنف ، والشارح . وقطع به الخرقي ، وصاحب الإيضاح ، والكافي ، والعمدة ، والإفادات ، والوجيز ، والمنور ، والمنتخب ، وتجريد العناية ، وغيرهم ، وقدمه في الهداية ، والتلخيص ، والبلغة ، وابن تميم ، والفروع ، والخلاصة ، والرعايتين ، والحاويين ، وغيرهم ، وصححه في النظم وغيره وعنه يتم مسح مسافر ، اختاره الخلال ، وأبو بكر عبد العزيز ، وأبو الخطاب في الانتصار ، وصاحب الفائق . فقال : هو النص المتأخر . وهو المختار . انتهى .

قال الخلال : نقله عنه أحد عشر نفسا . قال الزركشي : ولقد غالى الخلال ، حيث جعل المسألة رواية واحدة ، فقال : نقل عنه أحد عشر نفسا : أنه يمسح مسح مسافر ، ورجع عن قوله " يتم مسح مقيم " وأطلقهما في المذهب ، ومسبوك الذهب ، والمحرر ، ومجمع البحرين ، وابن عبيدان .

فائدة : قال الزركشي : وظاهر كلام الخرقي : أنه لا فرق بين أن يكون صلى في الحضر أو لا . وقال أبو بكر : ويتوجه أن يقال : إن صلى بطهارة المسح في الحضر غلب جانبه ، رواية واحدة ، قوله { أو شك في ابتدائه : أتم مسح مقيم } وهو المذهب ، وعنه يتم مسح مسافر . واعلم أن الحكم هنا كالحكم في التي قبلها خلافا ومذهبا ، وسواء كان الشك حضرا أو سفرا ، قاله في الرعاية . قلت : ومسح مسافر مع الشك في أوله غريب بعيد .

التالي السابق


الخدمات العلمية