صفحة جزء
قوله ( وإن سلم أحدهم . قيل له : وعليكم ) يعني : أنه بالواو في " وعليكم " أولى . وهو المذهب . وعليه عامة الأصحاب . قال في الرعاية الكبرى ، والآداب الكبرى : واختار أصحابنا بالواو . قلت : جزم به في الهداية ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، والهادي ، والكافي ، والبلغة ، والشرح ، والنظم ، والوجيز ، وشرح ابن منجا ، والرعايتين ، والحاويين ، ونهاية ابن رزين ، ومنتخب الأدمي ، وإدراك الغاية ، وتجريد العناية ، وغيرهم . قال ابن القيم في بدائع الفوائد : وأحكام الذمة له " والصواب : إثبات الواو . وبه جاءت أكثر الروايات . وذكرها الثقات الأثبات " انتهى .

وقيل الأولى : أن يقول " عليكم " بلا واو . وجزم به في الإرشاد ، والمحرر ، وتذكرة ابن عبدوس ، وأطلقهما في الفروع . [ ص: 234 ] فائدتان

إحداهما : إذا سلموا على مسلم : لزمه الرد عليهم . قاله الأصحاب . وقال الشيخ تقي الدين : يرد تحيته . وقال : يجوز أن يقول له " أهلا وسهلا " وجزم في موضع آخر بمثل ما قاله الأصحاب .

الثانية : كره الإمام أحمد مصافحتهم . قيل له : فإن عطس أحدهم يقول له " يهديكم الله " قال : إيش يقال له ؟ كأنه لم يره . وقال القاضي : ظاهره أنه لم يستحبه ، كما لا يستحب بداءته بالسلام . وقال الشيخ تقي الدين : فيه الروايتان . قال : والذي ذكره القاضي : يكره . وهو ظاهر كلام الإمام أحمد رحمه الله ، وابن عقيل . وإنما بقي الاستحباب . وإن شمته كافر أجابه .

التالي السابق


الخدمات العلمية