فائدة : " الإفاضة " صب الماء على حسب الإمكان عرفا على الصحيح من المذهب ، وعليه جماهير الأصحاب ، وهو ظاهر المغني ، والشرح ، 
وابن تميم  ، وغيرهم ، وجزم به في الكافي ، 
وابن عبيدان  ، وغيرهم ، وقدمه في الفروع ، والرعاية الكبرى ، وغيرهما . واعتبر 
الأزجي  ، وصاحب المستوعب : الاتصال في صبه .  
[ ص: 64 ] قوله ( وإن 
كان الماء النجس كثيرا . فزال تغيره بنفسه ، أو بنزح ، بقي بعده كثير   : طهر ) إذا كان الماء المتنجس كثيرا . فتارة يكون متنجسا ببول الآدمي أو عذرته . وتارة يكون بغيرهما . فإن كان بأحدهما : فقد تقدم ما يطهره إذا كان غير متغير ، وإن كان متغيرا بأحدهما . فتارة يكون مما لا يمكن نزحه ، وتارة يكون مما يمكن نزحه . فإن كان مما يمكن نزحه . فتطهيره بإضافة ما لا يمكن نزحه إليه ، أو بنزح يبقى بعده ما لا يمكن نزحه ، جزم به 
ابن عبيدان  وغيره . فإن أضيف إليه ما يمكن نزحه لم يطهره على الصحيح من المذهب . وقيل : يطهره . وأطلقهما في الرعاية الكبرى . فإن زال تغيره بمكثه : طهر على الصحيح من المذهب ، جزم به في الرعاية الكبرى ، وهو ظاهر كلام كثير من الأصحاب . وقيل : لا يطهر . وأطلقهما 
ابن عبيدان  ، وإن كان مما يمكن نزحه فتطهيره بإضافة ما لا يمكن نزحه عرفا كمصانع 
مكة  على الصحيح من المذهب . وقيل : كبئر بضاعة ، وإن زال تغيره بطهور يمكن نزحه فلم يمكن نزحه : لم يطهر على الصحيح من المذهب . وقيل : يطهر ، وإن كان متنجسا بنجاسة غير البول والعذرة ، فالصحيح من المذهب : أنه يطهر بزوال تغيره بنفسه . وقطع به جمهور الأصحاب ، منهم صاحب الهداية ، والمذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، والكافي ، والمحرر ، والوجيز ، والنظم ، والفائق ، وغيرهم . قال في الفروع والرعايتين ، والحاويين : ويطهر الكثير النجس بزوال تغيره بنفسه على الأصح . وقال 
ابن تميم    : أظهرهما يطهر . وقال 
ابن عبيدان    : الأولى يطهر ، وقدمه في الشرح وغيره . وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13372ابن عقيل    : هل المكث يكون طريقا إلى التطهير ؟ على وجهين . وصحح أنه يكون طريقا إليه . 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251وعنه  لا يطهر بمكثه بحال . قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13372ابن عقيل    : يحتمل أن لا يطهر إذا زال تغيره بنفسه ، بناء على أن النجاسة لا تطهر بالاستحالة . وأطلقهما في التلخيص ، والبلغة .  
[ ص: 65 ] تنبيهان أحدهما : قوله " طهر " يعني : صار طهورا . وهذا المذهب . وعليه الأصحاب وقال في الرعاية الكبرى : 
ما طهر من الماء بالمكاثرة ، أو بمكثه   : طهور . ويحتمل أنه طاهر ، لزوال النجاسة به . 
الثاني : مفهوم قوله " أو بنزح يبقى بعده كثير " أنه لو بقي بعده قليل : أنه لا يطهر ، وهو المذهب . وقيل : يطهر . قال في مجمع البحرين : قلت : تطهير الماء بالنزح لا يزيد على تحويله ، لأن التنقيص والتقليل ينافي ما اعتبره الشرع في دفع النجاسة من الكثرة . وفيه تنبيه على أنه إذا 
حرك فزال تغيره   : طهر لو كان به قائل لكنه يدل على أنه إذا زال التغير بماء يسير ، أو غيره من تراب ونحوه : طهر بطريق الأولى . 
لاتصافه بأصل التطهير . انتهى .