صفحة جزء
قوله ( وخفية : نحو : اخرجي ، واذهبي ، وذوقي ، وتجرعي ، وخليتك ، وأنت مخلاة ، وأنت واحدة ، ولست لي بامرأة ، واعتدي واستبرئي ، واعتزلي . وما أشبهه ) . ك " لا حاجة لي فيك " و " ما بقي شيء " و " أغناك الله " و " الله قد أراحك مني " و " جرى القلم " ونحوه . وهذا المذهب . وعليه جماهير الأصحاب . وتقدم اختيار أبي جعفر : في " أنت مخلاة " . وعنه : أن " اعتدي " و " استبرئي " ليستا من الكنايات الخفية . وقال ابن عقيل : إذا قالت له " طلقني " فقال " إن الله قد طلقك " هذا كناية خفية ، أسندت إلى دلالتي الحال ، وهي ذكر الطلاق ، وسؤالها إياه . وقال ابن القيم : الصواب أنه إن نوى : وقع الطلاق ، وإلا لم يقع . لأن قوله " الله قد طلقك " إن أراد به شرع طلاقك ، وأباحه : لم يقع . وإن أراد أن الله أوقع عليك الطلاق ، وأراده وشاءه : فهذا يكون طلاقا . فإذا احتمل الأمرين لم يقع إلا بالنية . انتهى .

ونقل أبو داود : إذا قال " فرق الله بيني وبينك في الدنيا والآخرة " قال : إن كان يريد أنه دعاء يدعو به . فأرجو أنه ليس بشيء . فلم يجعله شيئا مع نية الدعاء . [ ص: 479 ] قال في الفروع : فظاهره : أنه شيء مع نية الطلاق ، أو الإطلاق ، بناء على أن الفراق صريح ، أو للقرينة . قال : ويوافق هذا ما قاله شيخنا يعني به الشيخ تقي الدين في " إن أبرأتيني فأنت طالق " فقالت " أبرأك الله مما تدعي النساء على الرجال " فظن أنه يبرأ ، فطلق . فقال : يبرأ . فهذه المسائل الثلاث : الحكم فيها سواء . وظهر أن في كل مسألة قولين . هل يعمل بالإطلاق للقرينة ، وهي تدل على النية . أم تعتبر النية ؟ ونظير ذلك : " إن الله قد باعك " أو " قد أقالك " ونحو ذلك . انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية