الثالثة : لو 
قال " الطلاق يلزمني ونحوه لا أفعل كذا " وفعله ، وله أكثر من زوجة فإذا كان هناك نية أو سبب يقتضي التعميم أو التخصيص ، عمل به ، ومع فقد السبب والنية خرجها بعض الأصحاب على الروايتين في وقوع الثلاث بذلك على الزوجة الواحدة ; لأن الاستغراق في الطلاق يكون تارة في نفسه وتارة في محله ، وفرق بعضهم بينهما بأن عموم الطلاق من باب عموم المصدر لأفراده ، وعموم الزوجات يشبه عموم المصدر لمفعولاته ، وعمومه لأفراده أقوى من عمومه لمفعولاته ; لأنه يدل على أفراده بذاته عقلا ولفظا ، وإنما يدل على مفعولاته بواسطة ، مثاله : لفظ " الأكل " و " الشرب " فإنه يعم أنواع الأكل والشرب ، وهو أبلغ من عموم المأكول إذا كان عاما ، فلا يلزم من عمومه لأفراده وأنواعه عمومه لمفعولاته ، ذكر مضمون ذلك 
الشيخ تقي الدين  رحمه الله ، وقوى في موضع آخر وقوع الطلاق بجميع الزوجات دون وقوع الثلاث بالزوجة الواحدة ، وفرق بينهما بأن وقوع الطلاق الثلاث بالزوجة الواحدة محرم بخلاف وقوع الطلاق بالزوجات المتعددات . انتهى . 
قال في الروضة : إن 
قال " إن فعلت كذا فامرأتي طالق   " وقع بالكل وبمن بقي ، وإن 
قال " علي الطلاق لأفعلن " ولم يذكر المرأة ، فالحكم على ما تقدم . انتهى . وأما إذا 
قال " أنت طالق " ونوى الثلاث ، فأطلق 
 nindex.php?page=showalam&ids=13439المصنف  هنا في وقوع الثلاث الروايتين ،  
[ ص: 8 ] وأطلقهما في الهداية ، والمستوعب ، والكافي ، والمغني ، والقواعد الفقهية . إحداهما : تطلق ثلاثا ، وهو المذهب على ما اصطلحناه ، صححه في الشرح ، والتصحيح ، قال 
الزركشي    : ولعلها أظهر ، وجزم به في المنور ، وإليه ميل 
 nindex.php?page=showalam&ids=13439المصنف  ، وقدمه في المحرر ، والنظم ، والرعايتين ، والحاوي الصغير ، والفروع ، والأخرى واحدة ، وهو المذهب عند أكثر المتقدمين ، وهي اختيار 
 nindex.php?page=showalam&ids=14209الخرقي  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=14953والقاضي  ، وقال : عليها الأصحاب ، واختارها 
الشريف  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=11851وأبو الخطاب  في خلافيهما ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=13372وابن عقيل  في التذكرة ، 
والشيرازي  ، وغيرهم ، قال في الرعاية الصغرى ، وقيل : هي أصح ، وجزم به في الوجيز ، فعلى الثانية : لو 
قال " أنت طالق " وصادف قوله " ثلاثا " موتها ، أو قارنه   : وقع واحدة ، وعلى الأولى ثلاث ، لوجود المفسر في الحياة ، قاله في الترغيب .