صفحة جزء
قوله ( فإن لم يحسن الفاتحة وضاق الوقت عن تعلمها قرأ قدرها في عدد الحروف ) هذا أحد الوجوه قدمه في الهداية ، والخلاصة ، والهادي ، والتلخيص ، والرعايتين ، والحاويين ، وإدراك الغاية ، وتجريد العناية ، وأنكر بعضهم هذا الوجه ، وعلى تقدير صحته ضعفه ، وقيل : يقرأ قدرها في عدد الحروف والآيات ، وهو المذهب جزم به في الوجيز ، والمنور ، والمنتخب . قال الشارح : وهو أظهر وصححه المجد في شرحه وتصحيح المحرر واختاره القاضي ، وابن عقيل وقدمه في الفروع ، والنظم .

( وقيل : يقرأ قدرها في عدد الآيات من غيرها ) قدمه في مسبوك الذهب ، وأطلقه هو والأول في المذهب ، وأطلق هذا والذي قبله في المستوعب ، والكافي ، والمغني ، والمحرر ، وابن تميم ، والفائق ، وفي بعض نسخ المقنع : قرأ قدرها في عدد الآيات من غيرها ، وفي عدد الحروف وجهان [ ص: 52 ] وقيل : يقرأ بعدد حروفها وآياتها جزم به في الإفادات واختاره بعض المتأخرين ، وقيل : يجزئ آية .

تنبيه : ظاهر قوله قرأ قدرها إذا ضاق الوقت عن تعلمها أنه يسقط تعلمها إذا خاف فوات الوقت ، وهو صحيح ، وهو المذهب ، وعليه الجمهور ، وقال الشيرازي : لا يسقط تعلمها لخوف فوات الوقت ، ولا يصلي بغيرها ، إلا أن يطول زمن ذلك .

قوله ( فإن لم يحسن إلا آية كررها بقدرها ) على الخلاف المتقدم . وهذا المذهب ، وعليه جمهور الأصحاب ، سواء كانت الآية من الفاتحة أو من غيرها ، ويحتمله كلام المصنف ، وعنه يجزئ قراءتها من غير تكرار اختارها ابن أبي موسى ، وقيل : يقرأ الآية ، ويأتي بقدر بقية الفاتحة من الذكر ، وقال ابن منجى في شرحه : يحتمل قوله فإن لم يحسن إلا آية أن تكون من الفاتحة ، ويحتمل أنه أراد من غيرها ، وما قلناه من الاحتمال الأول : أعم وأولى .

التالي السابق


الخدمات العلمية