صفحة جزء
قوله ( وهل يشترط كونه كاتبا ؟ على وجهين ) . وأطلقهما في الهداية ، والمذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، والهادي ، والمحرر ، وشرح ابن منجا ، وتجريد العناية ، والزركشي ، وغيرهم .

أحدهما : لا يشترط ذلك . وهو المذهب . صححه في التصحيح ، والنظم ، والحاوي الصغير ، وتصحيح المحرر ، وغيرهم . وهو ظاهر ما جزم به في الوجيز ، والمنور ، ومنتخب الأدمي ، لكونهم لم يذكروه في الشروط . [ ص: 180 ] قال ابن عبدوس في تذكرته : والكاتب أولى . وقدمه في المغني ، والكافي ، والشرح ، وشرح ابن رزين ، والفروع ، وغيرهم .

والوجه الثاني : يشترط . قدمه في الرعايتين ، والحاوي الصغير . لكن صحح الأول .

تنبيه : ظاهر كلام المصنف : أنه لا يشترط فيه غير ما تقدم . وهو المذهب . وعليه أكثر الأصحاب . وقدمه في الفروع ، والرعاية الكبرى . وهو ظاهر كلام كثير من الأصحاب . لكونهم لم ينكروه . وقال الخرقي ، وصاحب الروضة ، والحلواني ، وابن رزين ، والشيخ تقي الدين رحمهم الله : يشترط كونه ورعا . وهو الصواب . قال الزركشي : وهو ظاهر كلام الإمام أحمد رحمه الله ، على ما حكاه أبو بكر في التنبيه . وقيل : يشترط كونه ورعا زاهدا . وأطلق في الترغيب وتجريد العناية فيهما وجهين . وقال ابن عقيل : لا مغفلا . قال بعض مشايخنا : الذي يظهر : الجزم به . وهو كما قال . والذي يظهر : أنه مراد الأصحاب . وأنه يخرج من كلامهم . وقال القاضي في موضع : لا بليدا . قلت : وهو الصواب . وقال القاضي أيضا : لا نافيا للقياس . [ ص: 181 ] وجعله ظاهر كلام الإمام أحمد رحمه الله . وقال الشيخ تقي الدين رحمه الله : الولاية لها ركنان : القوة ، والأمانة . فالقوة في الحكم : ترجع إلى العلم بالعدل ، وتنفيذ الحكم . والأمانة : ترجع إلى خشية الله عز وجل . قال : وهذه الشروط تعتبر حسب الإمكان . ويجب تولية الأمثل فالأمثل . قال : وعلى هذا يدل كلام الإمام أحمد رحمه الله وغيره . فيولي للعدم : أنفع الفاسقين . وأقلهما شرا ، وأعدل المقلدين وأعرفهما بالتقليد . قال في الفروع : وهو كما قال . فإن المروذي نقل فيمن قال : لا أستطيع الحكم بالعدل : يصير الحكم إلى أعدل منه . قال الشيخ تقي الدين رحمه الله : قال بعض العلماء : إذا لم يوجد إلا فاسق ، عالم ، أو جاهل دين : قدم ما الحاجة إليه أكثر إذن . انتهى .

تنبيه : لا يشترط غير ما تقدم . ولا كراهة فيه . فالشاب المتصف بالصفات المعتبرة كغيره . لكن الأسن أولى مع التساوي . ويرجح أيضا بحسن الخلق وغير ذلك . ومن كان أكمل في الصفات . ويولى المولى مع أهليته .

التالي السابق


الخدمات العلمية