صفحة جزء
( ولا يلقن بعد تلحيده ) وإن فعل لا ينهى عنه . وفي الجوهرة أنه مشروع عند أهل السنة ويكفي قوله " يا فلان يا ابن فلان اذكر ما كنت عليه وقل رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ، قيل يا رسول الله فإن لم يعرف اسمه قال : ينسب إلى آدم وحواء " .


مطلب في التلقين بعد الموت

( قوله : ولا يلقن بعد تلحيده ) ذكر في المعراج أنه ظاهر الرواية ثم قال وفي الخبازية والكافي عن الشيخ الزاهد الصفار : أن هذا على قول المعتزلة لأن الإحياء بعد الموت عندهم مستحيل أما عند أهل السنة فالحديث أي { لقنوا موتاكم لا إله إلا الله } محمول على حقيقته لأن الله تعالى يحييه على ما جاءت به الآثار وقد روي عنه عليه الصلاة والسلام { أنه أمر بالتلقين بعد الدفن فيقول : يا فلان بن فلان اذكر دينك الذي كنت عليه من شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن الجنة حق والنار حق وأن البعث حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأنك رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وبالقرآن إماما وبالكعبة قبلة وبالمؤمنين إخوانا } . ا هـ . وقد أطال في الفتح في تأييد حمل موتاكم في الحديث على حقيقته مع التوفيق بين الأدلة على أن الميت يسمع أو لا كما سيأتي في باب اليمين في الضرب والقتل من كتاب الأيمان لكن قال في شرح المنية : إن الجمهور على أن المراد منه مجازه ثم قال : وإنما لا ينهى عن التلقين بعد الدفن لأنه لا ضرر فيه بل نفع فإن الميت يستأنس بالذكر على ما ورد في الآثار إلخ .

قلت : وما في ط عن الزيلعي لم أره فيه وإنما الذي فيه قيل يلقن لظاهر ما رويناه وقيل : لا ، وقيل لا يؤمر به ولا ينهى عنه ا هـ وظاهر استدلاله للأول اختياره فافهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية