صفحة جزء
لوقفة الجمعة مزية سبعين حجة . ويغفر فيها لكل فرد بلا واسطة .


مطلب في فضل وقفة الجمعة ( قوله لوقفة الجمعة إلخ ) في الشرنبلالية عن الزيلعي : { أفضل الأيام يوم عرفة إذا وافق يوم الجمعة ; وهو أفضل من سبعين حجة في غير جمعة } ; رواه رزين بن معاوية في تجريد الصحاح ا هـ لكن نقل المناوي عن بعض الحفاظ أن هذا حديث باطل لا أصل له . نعم ذكر الغزالي في الإحياء قال بعض السلف إذا وافق يوم عرفة يوم جمعة غفر لكل أهل عرفة ; وهو أفضل يوم في الدنيا ; وفيه { حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ; وكان واقفا إذ نزل قوله - { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي } - فقال أهل الكتاب : لو أنزلت هذه الآية : علينا لجعلناه يوم عيد ; فقال عمر رضي الله عنه : أشهد لقد أنزلت في يوم عيدين اثنين : يوم عرفة ويوم جمعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة } : . ا هـ . ( قوله بلا واسطة ) في المنسك الكبير للسندي : فإن قيل : قد ورد أنه يغفر لجميع أهل الوقف مطلقا فما وجه تخصيص ذلك بيوم الجمعة ؟ قيل لأنه يغفر [ ص: 622 ] يوم الجمعة بلا واسطة وفي غيره يهب قوما لقوم ، وقيل إنه يغفر في وقفة الجمعة للحاج وغيره وفي غيره للحاج فقط . فإن قيل : قد يكون في الموقف من لا يقبل حجه فكيف يغفر له ؟ قيل يحتمل أن تغفر له الذنوب ولا يثاب ثواب الحج المبرور ، فالمغفرة غير مقيدة بالقبول ، والذي يوجب هذا أن الأحاديث وردت بالمغفرة لجميع أهل الموقف فلا بد من هذا القيد ، والله أعلم . مطلب في الحج الأكبر [ تتمة ] قال العلامة نوح في رسالته المصنفة في تحقيق الحج الأكبر : قيل إنه الذي حج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المشهور . وقيل يوم عرفة جمعة أو غيرها ، وإليه ذهب ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وغيرهم ، وقيل يوم النحر وإليه ذهب علي وابن أبي أوفى والمغيرة بن شعبة ، وقيل إنه أيام منى كلها ، وهو قول مجاهد وسفيان الثوري . وقال مجاهد : الحج الأكبر القران والأصغر الإفراد . وقال الزهري والشعبي وعطاء : الأكبر الحج والأصغر العمرة

التالي السابق


الخدمات العلمية