صفحة جزء
فإني أرويه عن شيخنا الشيخ عبد النبي الخليلي ، عن المصنف عن ابن نجيم المصري [ ص: 20 ] بسنده إلى صاحب المذهب أبي حنيفة ، بسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم المصطفى المختار ، عن جبريل ، عن الله الواحد القهار ، كما هو مبسوط في إجازاتنا بطرق عديدة ، عن المشايخ المتبحرين الكبار .


( قوله : فإني أرويه ) تفريع على قوله لشيخ شيخنا إلخ . فإنه لما جزم بنسبته إليه أفاد أن ذلك واصل إليه بالسند . والضمير لتنوير الأبصار ، ولكن روايته عن ابن نجيم باعتبار المسائل التي فيه مع قطع النظر عن صورته المشخصة كما أفاده ح ، أو الضمير للعلم المذكور في قوله لقد أضحت روضة هذا العلم كما أفاده ط ( قوله : عن ابن نجيم ) هو الشيخ زين بن إبراهيم بن نجيم وزين اسمه العلمي . ترجمه النجم الغزي في الكواكب السائرة فقال : هو الشيخ العلامة المحقق المدقق الفهامة زين العابدين الحنفي . أخذ العلوم عن جماعة ، منهم الشيخ شرف الدين البلقيني والشيخ شهاب الدين الشلبي والشيخ أمين الدين بن عبد العال وأبو الفيض السلمي . وأجازه بالإفتاء والتدريس فأفتى ودرس في حياة أشياخه وانتفع به خلائق . وله عدة مصنفات : منها شرح الكنز والأشباه والنظائر . وصار كتابه عمدة الحنفية ومرجعهم . وأخذ الطريق عن الشيخ العارف بالله تعالى سليمان الخضيري ، وكان له ذوق في حل مشكلات القوم . قال العارف الشعراني : صحبته عشر سنين . فما رأيت عليه شيئا يشينه ، وحججت معه في سنة ( 953 ) فرأيته على خلق عظيم مع جيرانه وغلمانه ذهابا وإيابا مع أن السفر يسفر عن أخلاق الرجال . وكانت وفاته سنة ( 969 ) كما أخبرني بذلك تلميذه الشيخ محمد العلمي . ا هـ . [ ص: 20 ] قلت : ومن تآليفه شرح على المنار ومختصر التحرير لابن الهمام وتعليقة على الهداية من البيوع وحاشية على جامع الفصولين . وله الفوائد والفتاوى والرسائل الزينية . ومن تلامذته أخوه المحقق الشيخ عمر بن نجيم صاحب النهر ( قوله : بسنده ) أي حال كونه راويا ذلك بسنده ، وقدمنا تمام السند ( قوله : المصطفى ) من الصفوة : وهو الخلوص . والاصطفاء : الاختيار ، لأن الإنسان لا يصطفى إلا إذا كان خالصا طيبا ، وقوله : المختار بمعناه وهذان اسمان من أسمائه صلى الله عليه وسلم ( قوله : كما هو ) حال من قوله بسنده ( قوله : عن المشايخ ) متعلق بمحذوف حال من إجازتنا : أي المروية عنهم أو بإجازاتنا لتضمنه معنى رواياتنا . ومن جملة مشايخه القطب الكبير والعالم الشهير سيدي الشيخ أيوب الخلوتي الحنفي

التالي السابق


الخدمات العلمية