صفحة جزء
( و ) القسم أيضا ( بقوله لعمر الله ) أي بقاؤه [ ص: 716 ] ( وايم الله ) أي يمين الله ( وعهد الله ) ووجه الله وسلطان الله إن نوى به قدرته ( وميثاقه ) وذمته .


( قوله وبقوله لعمر الله ) بخلاف لعمرك ولعمر فلان فإنه لا يجوز كما في القهستاني وقد مر ، وهو بفتح العين والضم وإن كان بمعنى البقاء إلا أنه لا يستعمل في القسم لأنه موضع التخفيف لكثرة استعماله ، وهو مع اللام مرفوع على الابتداء والخبر محذوف وجوبا لسد جواب القسم مسده ، ومع حذفها منصوب نصب المصادر وحرف القسم محذوف ، تقول : عمر الله فعلت .

قال في الفتح : وأما قولهم عمرك الله ما فعلت فمعناه بإقرارك له بالبقاء ، وينبغي أن لا ينعقد يمينا لأنه بفعل المخاطب [ ص: 716 ] وهو إقراره واعتقاده . ا هـ . نهر ملخصا ( قوله وايم الله ) قال في المصباح : وأيمن استعمل في القسم والتزم رفعه ، وهمزته عند البصريين وصل واشتقاقه عندهم من اليمن : وهو البركة ، وعند الكوفيين قطع لأنه جمع يمين عندهم وقد يختصر منه فيقال وايم الله بحذف الهمزة والنون ثم اختصر ثانيا فقيل م الله بضم الميم وكسرها ا هـ قال القهستاني وعلى المذهبين مبتدأ خبره محذوف وهو يميني ; ومعنى يمين الله ما حلف الله به نحو الشمس والضحى أو اليمين الذي يكون بأسمائه تعالى كما ذكره الوصي ( قوله أي يمين الله ) هذا مبني على قول البصريين إنه مفرد ، واشتقاقه من اليمن وهو البركة ، ويكون ذلك تفسيرا لحاصل المعنى ، وإلا فكان المناسب أن يقول أي بركة الله أو يقول أي أيمن الله بصيغة الجمع على قول الكوفيين تأمل ( قوله وعهد الله ) - { وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان } - فقد جعل أهل التفسير المراد بالأيمان العهود السابقة فوجب الحكم باعتبار الشرع إياها أيمانا وإن لم تكن حلفا بصفة الله ، كما حكم بأن " أشهد " يمين كذلك . وأيضا غلب الاستعمال فلا يصرف عن اليمين إلا بنية عدمه ، وتمامه في الفتح . وفي الجوهرة : إذا قال وعهد الله ولم يقل على عهد الله ، فقال أبو يوسف هو يمين ، وعندهما لا . ا هـ . قلت : لكن جزم في الخانية بأنه يمين بلا حكاية خلاف .

[ تنبيه ] أفاد ما مر أنه لو قال على عهد الرسول لا يكون يمينا ، بل قدمنا عن الصيرفية : لو قال على عهد الله وعهد الرسول لا أفعل كذا لا يصح ، لأن عهد الرسول صار فاصلا ا هـ ( قوله ووجه الله ) لأن الوجه المضاف إلى الله تعالى يراد به الذات بحر أي على القول بالتأويل ، وإلا فيراد به صفة له تعالى هو أعلم بها ( قوله إن نوى به قدرته ) وإلا لا يكون يمينا كما في البحر ، وكأنه احتراز عما إذا نوى بالسلطان البرهان والحجة ( قوله وميثاقه ) هو عهد مؤكد بيمين وعهد كما في المفردات قهستاني ( قوله وذمته ) أي عهده ولذا سمي الذمي معاهدا فتح .

التالي السابق


الخدمات العلمية