صفحة جزء
( وسببه إرادة محبوب النفس ) في الدنيا ببر الأحباب وفي الآخرة بالثواب يعني بالنية من أهلها ; لأنه مباح بدليل صحته من الكافر


( قوله ببر الأحباب ) أي من يحب برهم ونفعهم من قريب أو فقير أجنبي ( قوله يعني بالنية ) قيد للثواب ; إذ لا ثواب إلا بالنية ( قوله من أهلها ) وهو المسلم العاقل وأما البلوغ فليس بشرط لصحة النية والثواب بها ، بل هو شرط هنا لصحة التبرع ( قوله لأنه مباح إلخ ) يعني قد يكون مباحا كما عبر في البحر : والمراد أنه ليس موضوعا للتعبد به كالصلاة والحج بحيث لا يصح من الكافر أصلا بل التقرب به موقوف على نية القربة ، فهو بدونها مباح حتى يصح من الكافر كالعتق والنكاح ، لكن العتق أنفذ منه حتى صح مع كونه حراما كالعتق للصنم ، بخلاف الوقف فإنه لا بد فيه من أن يكون في صورة القربة ، وهو معنى ما يأتي في قوله ويشترط أن يكون قربة في ذاته ; إذ لو اشترط كونه قربة حقيقة لم يصح من الكافر هذا ما ظهر لي فتأمل .

التالي السابق


الخدمات العلمية