صفحة جزء
( والتنحنح ) بحرفين ( بلا عذر ) [ ص: 619 ] أما به بأن نشأ من طبعه فلا ( أو ) بلا ( غرض صحيح ) فلو لتحسين صوته أو ليهتدي إمامه أو للإعلام أنه في الصلاة فلا فساد على الصحيح


( قوله والتنحنح ) هو أن يقول أح بالفتح والضم بحر ( قوله بحرفين ) يعلم حكم الزائد عليهما بالأولى ، لكن يوهم أن الزائد لو كان بعذر يفسد ، ويخالفه ظاهر ما في النهاية عن المحيط ، من أنه إن لم يكن مدفوعا إليه بل لإصلاح الحلق ليتمكن من القراءة إن ظهر له حروف [ ص: 619 ] نحو قول أح أح وتكلف لذلك كان الفقيه إسماعيل الزاهد يقول يقطع الصلاة عندهما لأنها حروف مهجاة ا هـ أي والصحيح خلافه كما يأتي .

( قوله بأن نشأ من طبعه ) أي بأن كان مدفوعا إليه ( قوله على الصحيح ) لأنه يفعله لإصلاح القراءة فيكون من القراءة معنى كالمشي للبناء ، فإنه وإن لم يكن من الصلاة لكنه لإصلاحها فصار منها معنى شرح المنية عن الكفاية ، لكنه لا يشمل ما لو كان لإعلام أنه في الصلاة أو ليهتدي إمامه إلى الصواب . والقياس الفساد في الكل إلا في المدفوع إليه كما هو قول أبي حنيفة ومحمد لأنه كلام ، والكلام مفسد على كل حال كما مر وكأنهم عدلوا بذلك عن القياس وصححوا عدم الفساد به إذا كان لغرض صحيح لوجود نص ، ولعله ما في الحلية عن سنن ابن ماجه عن { علي رضي الله عنه قال كان لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مدخلان : مدخل بالليل ومدخل بالنهار ، فكنت إذا أتيته وهو يصلي تنحنح لي } وفي رواية " { سبح } " وحملهما في الحلية على اختلاف الحالات ، والله تعالى أعلم

التالي السابق


الخدمات العلمية