[ ص: 145 ] وعشر ذي الحجة أفضل ، على ظاهر ما في العمدة وغيرها وسبق كلام 
شيخنا  في صلاة التطوع . 
وقال أيضا : قد يقال ذلك وقد يقال : ليالي عشر رمضان الأخير وأيام ذلك أفضل ، قال : والأول أظهر ، لوجوده ، وذكرها . ورمضان أفضل ، ذكره جماعة ، وذكره 
ابن شهاب  فيمن زال عذره ، وذكروا أن الصدقة فيه أفضل ، وعللوا ذلك ، قال 
شيخنا  ويكفر من فضل رجبا عليه . 
وقال في الغنية : إن الله اختار من الشهور أربعة : رجبا وشعبان ورمضان والمحرم ، واختار منها شعبان ، وجعله شهر النبي صلى الله عليه وسلم ، فكما أنه أفضل الأنبياء فشهره أفضل الشهور ، كذا قال ، قال 
ابن الجوزي    : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي أبو يعلى  في قوله تعالى { 
منها أربعة حرم   } إنما سماها حرما لتحريم القتال فيها ، ولتعظيم انتهاك المحارم  
[ ص: 146 ] فيها أشد من تعظيمه في غيرها ، وكذلك تعظيم الطاعات ، ثم ذكر 
ابن الجوزي  أحد القولين في قوله تعالى { 
فلا تظلموا فيهن أنفسكم   } أي في الأربعة ، وأن أحد الأقوال أن الظلم المعاصي ، قال فتكون فائدة تخصيص بها أن شأن تعظيم المعاصي فيها أشد من تعظيمه في غيرها ، وذلك لفضلها على ما سواها ، كتخصيص 
جبريل  وميكائيل  ، وقوله { 
فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج   } وكما أمر بالمحافظة على الصلاة الوسطى ، وقال : وهذا قول الأكثرين . والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب .