صفحة جزء
وذكر ابن عقيل في الإرشاد عن أصحابنا تكفير من خالف في أصل ، كخوارج ورافضة ومرجئة ، وذكر غيره روايتين فيمن قال لم يخلق الله المعاصي أو وقف فيمن حكمنا بكفره ، وفيمن سب صحابيا غير مستحل ، وأن مستحله كافر .

وفي المغني : يخرج في كل محرم استحل بتأويل كالخوارج ومن كفرهم فحكمهم عنده كمرتدين ، قال في المغني : هذا مقتضى قوله .

وقال شيخنا : نصوصه صريحة على عدم كفر الخوارج والقدرية والمرجئة وغيرهم وإنما كفر الجهمية لا أعيانهم ، قال وطائفة تحكي عنه روايتين في تكفير أهل البدع مطلقا ، حتى المرجئة والشيعة المفضلة لعلي قال : ومذاهب الأئمة أحمد وغيره مبنية على التفضيل بين النوع والعين ونقل محمد بن عوف الحمصي : من أهل البدع الذين أخرجهم النبي عليه أفضل الصلاة والسلام من الإسلام القدرية والمرجئة والرافضة والجهمية ، فقال ، { لا تصلوا معهم ولا تصلوا عليهم } [ ص: 162 ] ونقل محمد بن منصور الطوسي : من زعم أن في الصحابة خيرا من أبي بكر فولاه النبي صلى الله عليه وسلم فقد افترى عليه وكفر بأن زعم بأن الله تعالى يقر المنكر بين أنبيائه في الناس ، فيكون ذلك سبب ضلالهم .

ونقل الجماعة : من قال علم الله مخلوق كفر ، ونقل المروذي : القدري لا تخرجه عن الإسلام .

وفي نهاية المبتدئ : من سب صحابيا مستحلا كفر وإلا فسق ، وقيل عنه يكفر ، نقل عبد الله : فيمن شتمنا القتل ؟ أجبن عنه ويضرب ، ما أراه على الإسلام ، وذكر ابن حامد في أصوله كفر الخوارج والرافضة والقدرية والمرجئة ، ومن لم يكفر من كفرناه فسق وهجر ، وفي كفره وجهان ، والذي ذكر هو وغيره من رواية المروذي وأبي طالب ويعقوب وغيرهم أنه لا يكفر .

وقال : من رد موجبات القرآن كفر ، ومن رد ما تعلق بأخبار الآحاد الثابتة فوجهان ، وأن غالب أصحابنا على كفره فيما يتعلق بالصفات ، وذكر في مكان آخر : إن جحد أخبار الآحاد كفر ، كالتواتر عندنا توجب العلم والعمل .

فأما من جحد العلم بها فالأشبه لا يكفر ، ويكفر في نحو الإسراء والنزول ونحوه من الصفات .

التالي السابق


الخدمات العلمية