صفحة جزء
وفي الفصول : إن شهد عليه بأنه كان يعظم الصليب مثل أن يقبله ، ويتقرب بقربانات أهل الكفر ويكثر من بيعهم وبيوت عباداتهم ، احتمل أنه ردة ، لأن هذه أفعال تفعل اعتقادا ، ويحتمل أن لا يكون اعتقادا ، لأنه قد يفعل ذلك توددا أو تقية لغرض الحياة الدنيا ، والأول أرجح ، لأن المستهزئ بالكفر يكفر ، وإن كان على ظاهر يمنع القصد ، فأولى أن يكون الفاعل لأفعال من خصائص الكفر أن يكفر ، مع عدم ظاهر يدل على عدم القصد ، بل الظاهر أنه قصد ، وجزم ابن عقيل قبل هذا بأن من وجد منه امتهان للقرآن أو خمص منه أو طلب تناقضه ، أو دعوى أنه مختلف أو مختلق ، أو مقدور على مثله أو إسقاط لحرمته ، كل ذلك دليل على كفره ، فيقتل بعد التوبة .

وقال غيره : قال الإمام [ ص: 169 ] أحمد من قال : إن القرآن مقدور على مثله ولكن الله منع قدرتهم ، كفر بل هو معجز بنفسه ، والعجز شمل الخلق

التالي السابق


الخدمات العلمية