صفحة جزء
[ ص: 475 ] فصل وإذا قال المدعي مالي بينة أعلمه الحاكم بأن له اليمين على خصمه ، له تحليفه مع علمه قدرته على حقه ، نص عليه ، نقل ابن هانئ : إن علم عنده مالا لا يؤدي إليه حقه أرجو أن لا يأثم ، وظاهر رواية أبي طالب : يكره ، قاله شيخنا ، ونقله من حواشي تعليق القاضي ، وهذا يدل على تحريم تحليف البريء دون الظالم .

وفي حواشي تعليق القاضي روى أبو محمد الخلال بإسناده عن رافع بن خديج مرفوعا { من أراد أن يستحلف أخاه على يمين وهو يعلم أنه كاذب فأجل الله أن يحلفه وجبت له الجنة } وبإسناده عن علي مرفوعا { من قدم غريما إلى ذي سلطان ليحلفه فعلم أنه يحلف بالله كاذبا لم يرض الله تعالى يوم القيامة منزله إلا مع إبراهيم خليل الله في الجنة } على صفة جوابه ، نص عليه ، وعنه : بصفة الدعوى ، وعنه :

يكفي تحليفه : لا حق لك علي ، فإن سأله تحليفه حلفه وخلاه ، فيحرم دعواه وتحليفه ثانيا ، أطلقه الشيخ لحديث ، الحضرمي والكندي .

وفي المستوعب والترغيب والرعاية : له تحليفه عند من جهل حلفه عند غيره ، لبقاء الحق ، بدليل أخذه ببينة ، وإن أمسك عن تحليفه فله تحليفه بدعواه المتقدمة وإن أبرأه من يمينه فله تجديد الدعوى وطلبها .

[ ص: 476 ] ولا يعتد بيمينه إلا بأمر حاكم بمسألة المدعي طوعا ، وعنه : يبرأ بتحليف المدعي ، وعنه : ويحلفه له ، وإن لم يحلفه ذكرهما شيخنا من رواية مهنا أن رجلا اتهم رجلا بشيء فحلف له ثم قال لا أرضى إلا أن تحلف لي عند السلطان ، أله ذلك ؟ قال : لا ، قد ظلمه وتعنته ، واختار أبو حفص تحليفه واحتج برواية مهنا ، ولم يصله باستثناء .

وفي المغني : أو بما لا يفهم ، لأن الاستثناء يذيل حكم اليمين .

وفي الترغيب هي يمين كاذبة .

وفي الرعاية : لا ينفعه الاستثناء إذا لم يسمعه الحاكم المحلف له .

التالي السابق


الخدمات العلمية