البحر الرائق شرح كنز الدقائق

ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

صفحة جزء
وفي المحيط وعن أبي يوسف لو قال أنت طالق لدخلت الدار فهذا يخبر أنه دخل الدار ، وأكده باليمين فيصير كأنه قال إن لم أكن دخلت الدار فإن لم يكن دخل الدار طلقت ، ولو قال أنت طالق لا دخلت الدار يتعلق بالدخول لأن لا حرف نفي ، وقد أكده بالدخول فكان الطلاق معلقا بالدخول ، ولو قال أنت طالق لدخولك الدار طلقت الساعة [ ص: 15 ] لأن اللام للتعليل فقد جعل الدخول علة للوقوع وجدت العلة أو لا ، ولو قال أنت طالق بدخولك الدار أو بحيضك لم تطلق حتى تدخل أو تحيض لأن الباء للوصل والإلصاق ، وإنما يتصل الطلاق ، ويلتصق بالدخول إذا تعلق به ، ولو قال أنت طالق على دخولك الدار إن قبلت يقع ، وإلا فلا لأنه استعمل الدخول استعمال الأعواض فكان الشرط قبول العوض لا وجوده كما لو قال أنت طالق على أن تعطيني ألف درهم . ا هـ .

وفي فتح القدير ، ويقع في الحال بقوله أنت طالق إن دخلت ، وبقوله ادخلي الدار وأنت طالق فيتعلق بالدخول لأن الحال شرط مثل أدي إلي ألفا ، وأنت طالق لا تطلق حتى تؤدي . ا هـ .

، وسيأتي في العتق أنه على القلب أي كوني طالقا في حال الأداء ، وكن حرا في حال الأداء ، وقوله لأن الحال شرط منقوض بأنت طالق ، وأنت مريضة فإنه يقع للحال فالتعليل الصحيح أن جواب الأمر بالواو كجواب الشرط بالفاء كذا في المعراج ، وفيه لو قال أدي إلي ألفا فأنت طالق بالفاء يتنجز لأنها للتعليل كقوله افتحوا الأبواب ، وأنتم آمنون يتعلق ، ولو قال فأنتم آمنون لا يتعلق للتفسير ، ولو قال أنت طالق ، و : والله لا أفعل كذا فهو تعليق ، ويمين ، ولو قال أنت طالق ، والله لا أفعل كذا طلقت في الحال ذكرهما في جوامع الفقه .


[ ص: 14 ] ( قوله طلقت في الحال ) لعل وجهه أنه لما لم يعطف القسم على أنت طالق تمحض ما بعده لجواب القسم ، وصار القسم فاصلا بين أنت طالق وبين جزائه المعنوي فلم يصلح للتعليق فوقع في الحال بخلاف ما إذا عطف القسم لأنه يصير قوله لا أفعل كذا جوابا لهما ، ويكون أنت طالق للتعليق معنى نظير ما مر قريبا في أنت طالق لدخلت أو لا دخلت

التالي السابق


الخدمات العلمية