البحر الرائق شرح كنز الدقائق

ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

صفحة جزء
( قوله : وحق الله ) أي لا يكون يمينا وهو قول أبي حنيفة وهو قول محمد ، وإحدى الروايتين عن أبي يوسف وعنه رواية أخرى أنه يكون يمينا ; لأن الحق من صفات الله تعالى وهو حقيقة فصار كأنه قال : والله الحق ، والحلف به متعارف ولهما أنه يراد به طاعة الله ; إذ الطاعات حقوقه فيكون حلفا بغير الله تعالى وذكر في الاختيار أن المختار أنه يكون يمينا اعتبارا بالعرف ا هـ .

قيد بالحق المضاف ; لأنه لو قال : والحق يكون يمينا ولو قال حقا لا يكون يمينا ; لأن المنكر منه يراد به تحقيق الوعد فكأنه قال : أفعل كذا حقيقة لا محالة وهذا قول البعض والصحيح أنه إن أراد به اسم الله تعالى يكون يمينا كذا في الخانية ، وفي المجتبى وحقا ، أو حقا اختلاف المشايخ والأكثر على أنه ليس بيمين .

والحاصل أن الحق إما أن يكون معرفا ، أو منكرا ، أو مضافا فالحق معرفا سواء كان بالواو أو بالباء يمين اتفاقا كما في الخانية والظهيرية ومنكرا يمين على الأصح إن نوى ، ومضافا إن كان بالباء فيمين اتفاقا ; لأن الناس يحلفون به ، وإن كان بالواو ففيه الاختلاف السابق والمختار أنه يمين كما سبق وبهذا علم أن المختار أنه يمين في الألفاظ الثلاثة مطلقا وأشار المصنف إلى أنه لو قال بحق الرسول ، أو بحق الإيمان أو بحق المساجد ، أو بحق الصوم أو الصلاة لا يكون يمينا كذا في الخانية ، وفي المجتبى " وحرمة الله " نظير قوله " وحق الله " ، وفي فتاوى النسفي بحرمة شهد الله وبحرمة لا إله إلا الله ليس بيمين . .


( قوله : وذكر في الاختيار إلخ ) قال في النهر رده في فتح القدير بأن التعارف بعد كون الصفة مشتركة في الاستعمال بين صفة الله تعالى وصفة غيره ، ولفظ حق لا يتبادر منه ما هو صفة الله بل ما هو من حقوقه ( قوله : وحقا أو حقا ) قال الرملي يعني بالواو وبلا واو ( قوله : ومضافا إن كان بالباء فيمين اتفاقا ) ضعفه في الفتح حيث قال ومن الأقوال الضعيفة ما قال البلخي إن قوله بحق الله يمين ; لأن الناس يحلفون به وضعفه لما علمت أنه مثل وحق الله بالإضافة وعلمت المغايرة فيه وأنه ليس يمينا فكذا بحق الله . ( قوله : ففيه الاختلاف السابق ) أي المذكور أولا عقب عبارة المتن .

التالي السابق


الخدمات العلمية