البحر الرائق شرح كنز الدقائق

ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

صفحة جزء
( قوله وضع مقدمها على يمينك ثم مؤخرها ثم مقدمها على يسارك ثم مؤخرها ) بيان لإكمال السنة في حملها عند كثرة الحاملين إذا تناوبوا في حملها وقوله ثم مؤخرها أي على يمينك وقوله ثانيا ثم مؤخرها أي على يسارك وهذا ; لأن { النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن في كل شيء } وإذا حمل هكذا حصلت البداءة بيمين الحامل ويمين الميت ، وإنما بدأ بالأيمن المقدم دون المؤخر ; لأن المقدم أول الجنازة والبداءة بالشيء إنما يكون من أوله ثم يضع مؤخرها الأيمن على يمينه ; لأنه لو وضع مقدمها الأيسر على يساره لاحتاج إلى المشي أمامها ، والمشي خلفها أفضل ولأنه لو فعل ذلك أو وضع مؤخرها الأيسر على يساره تقدم الأيسر على الأيمن ، وإنما يضع مقدمها الأيسر على يساره ; لأنه لو فعل هكذا يقع الفراغ خلف الجنازة فيمشي خلفها ، وهو أفضل لذلك كان كمال السنة كما وصفنا ا هـ .

وينبغي أن [ ص: 208 ] يحمل من كل جانب عشر خطوات للحديث { من حمل جنازة أربعين خطوة كفرت أربعين كبيرة } كذا في البدائع وذكر الإسبيجابي ، وفي حالة المشي بالجنازة يقدم الرأس وإذا نزلوا به المصلى فإنه يوضع عرضا للقبلة والمقدم بفتح الدال وكسرها والكسر أفصح كذا في الغاية ، وكذا المؤخر ، وفي ضياء الحلوم المقدم بضم الميم وفتح الدال مشددة نقيض المؤخر يقال ضرب مقدم وجهه ، وهو الناصية ا هـ .


( قوله ولأنه لو فعل ذلك ) أي وضع مقدمها الأيسر على يساره بعد مقدمها الأيمن على يمينه وقوله أو وضع مؤخرها الأيسر على يساره أي بعد وضع مقدمها الأيمن على يمينه أو بدونه ابتداء

التالي السابق


الخدمات العلمية