صفحة جزء
في الذمي ينقض العهد ويهرب إلى دار الحرب فيغنمه المسلمون قلت : أرأيت لو أن قوما من أهل الذمة حاربوا وقطعوا الطريق وأخافوا السبيل وقتلوا فأخذهم الإمام أيكون فيئا أم يحكم عليهم بحكم أهل الإسلام إذا حاربوا ؟

قال : أما إذا خرجوا حرابا محاربين يتلصصون ، فإنه يحكم عليهم بحكم أهل الإسلام إذا حاربوا ، وأما إذا خرجوا ومنعوا الجزية ونقضوا العهد وامتنعوا من أهل الإسلام من غير أن يظلموا ، فهؤلاء فيء وهذا إذا كان الإمام يعدل فيهم . قلت : أرأيت الذمي إذا هرب ونقض العهد ولحق بدار الحرب ، ثم ظفر به المسلمون بعد ذلك أيرد إلى جزيته ولا يقع في المقاسم ؟

قال : أراهم فيئا إذا حاربوا ونقضوا العهد من غير ظلم يركبون به فأراهم فيئا .

قال ابن القاسم : [ ص: 510 ] وإن كان ذلك من ظلم ركبوا به فأرى أن يردوا إلى ذمتهم ولا يكونوا فيئا . قلت : أتحفظه عن مالك ؟

قال : أما ما ذكرت لك من الحرابة من أهل الذمة فهو قول مالك أحفظه عنه ، وأما الذين امتنعوا من الجزية ونقضوا العهد والإمام يعدل فيهم ، فلقد مضت في هذا السنة من الماضين فيمن نقض من أهل الذمة العهد أنهم يسبوا ، منها الإسكندرية قاتلهم عمرو بن العاص الثانية وسلطيس قوتلت ثانية وسبيت . وقال أشهب : لا يعود الحر إلى رق أبدا ويردون إلى ذمتهم ولا يكونون فيئا . ابن وهب ، قد ذكر الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب في بلهيب وسلطيس ، أنهم سبوا بعد أن نقضوا حتى دخل سبيهم المدينة ، سباهم عمرو بن العاص في زمان عمر بن الخطاب .

التالي السابق


الخدمات العلمية