صفحة جزء
في تحريق العدو مراكب المسلمين قلت : أرأيت السفينة إذا أحرقها العدو وفيها أهل الإسلام ، أكان مالك يكره لهم أن يطرحوا أنفسهم في البحر ، وهل تراهم قد أعانوا على أنفسهم ؟

قال : بلغني أن مالكا سئل عنه فقال : لا أرى به بأسا إنما فروا من الموت إلى الموت . وقال ربيعة بن أبي عبد الرحمن : أيما رجل يفر من النار إلى أمر يعرف أن فيه قتله ، فلا ينبغي له إذا كان إنما يفر من موت إلى موت أيسر منه ، فقد جاء ما لا يحل له ، وإن كان إنما يجتهد في ذلك رجاء النجاة منه ويقيم لعله أن يرى قرية أو يكون الأسر أرجى عنده أن يخلوه إلى الإسلام وأهله من الإقامة في النار ، فكان متحملا لأمر عظيم يرجو النجاة فيه فلا جناح عليه وإن عطب فيه . قال ابن وهب : وبلغني عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه قال : إن صبر فقد أكرم إن شاء الله تعالى ، وإن اقتحم فقد عوفي ولا بأس إن شاء الله . ابن وهب ، وسئل ربيعة عن قوم كانوا في سفينة فانخرقت أيثقل الرجل نفسه بسلاحه فيغرق ، أم يعوم [ ص: 514 ] فيلتمس النجاة بالغا ما بلغ أرأيت إن كان بقرب عدو فهو يخاف أن يؤسر إن عام ؟

قال ابن وهب : قال ربيعة : كلاهما لا أحبهما ، ولكن ليثبت في مركبه حتى يقضي الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية