صفحة جزء
قلت : أرأيت لو أن رجلا قال لامرأته أنت طالق ينوي ثلاثا أتكون واحدة أو ثلاثا في قول مالك ؟

قال : نعم ، ثلاث ، قال : كذلك قال لي مالك هي ثلاث إذا نوى بقوله أنت طالق ثلاثا .

قلت : أرأيت إن أراد أن يطلقها ثلاثا ، فلما قال لها أنت طالق سكت عن الثلاث وبدله وترك الثلاث أتجعلها ثلاثا أم واحدة ؟

قال : هي واحدة ; لأن مالكا قال في الرجل يحلف بالطلاق على أمر أن لا يفعله أراد يحلف بالطلاق ألبتة ، فقال أنت طالق ثلاثا ألبتة وترك اليمين لم يحلف بها ; لأنه بدا له أن لا يحلف ، قال مالك : لا تكون طالقا ولا يكون عليه من يمينه شيء ; لأنه لم يرد بقوله الطلاق ثلاثا وإنما أراد اليمين فقطع اليمين عن نفسه ، فلا تكون طالقا ، ولا يكون عليه يمين ، وكذلك لو قال أنت طالق وكان أراد أن يحلف بالطلاق ثلاثا فقال أنت طالق إن كلمت فلانا وترك الثلاث فلم يتكلم بها ، إن يمينه لا تكون إلا بطلقة ولا تكون ثلاثا ، وإنما تكون يمينه بثلاث لو أنه أراد بقوله : أنت طالق بلفظة طالق أراد به ثلاثا فتكون اليمين بالثلاث وكذلك مسألتك في الأول هي مثل هذا .

قلت : أرأيت إن قال لها أنت طالق ينوي اثنتين ، أيكون اثنتين في قول مالك ؟

قال : نعم

التالي السابق


الخدمات العلمية