صفحة جزء
قلت : أرأيت إن استقاله في آخر دمها ؟

قال : فعلى البائع المستقيل أن يستبرئ لنفسه وله المواضعة على المقيل .

قلت : ولم وهي لم تحل للمشتري حتى تخرج من دمها ؟

قال : لأنها إذا دخلت في الدم من أول ما تدخل في الدم فمصيبتها من المشتري وقد حل للمشتري أن يقبل وأن يصنع بها ما يصنع الرجل بجاريته إذا حاضت ، وإن أقال المشتري البائع في الدم أو في عظمه رأيته بمنزلة رجل اشترى جارية في أول دمها أو في عظمه ، فإن أقاله في آخر دمها كان بمنزلة رجل اشترى جارية في آخر دمها فلا تجزئه تلك الحيضة .

قلت : لم أمرت البائع حين استقاله في آخر دمها أن يستبرئ ، والمشتري لم يحل له وطؤها ؟

قال : لأن الجارية قد تحمل في آخر الدم إذا وطئت فيه ، فلا أدري ما أحدثت الجارية ، وهي لو اشتريت في هذه الحال لم تجز من اشتراها هذه الحيضة فإنما يحمل هذا محمل الاشتراء الحادث قال : وقال مالك في الذي يشتري الجارية في آخر دمها : إنه لا تجزئه من الاستبراء وعليه أن يستبرئ استبراء آخر وله المواضعة وعهدته قائمة .

ابن وهب عن عقبة بن نافع المعافري عن يحيى بن سعيد الأنصاري أنه قال في الرجل يشتري الجارية وهي حائض هل تبرئها تلك الحيضة ؟ قال يحيى : أدركنا الناس [ ص: 370 ] وهو أمرهم إلى اليوم أن الوليدة إذا اشتريت فإنما يبرئها ويسلم للذي اشتراها إذا حاضت حيضة واحدة .

قال ابن وهب وأخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه قال : يقال : أيما رجل ابتاع وليدة تحيض فوضعت على يدي رجل حتى تحيض فماتت فهي من صاحبها حتى تحيض ، وكل عهدة على ذلك ، قال بكير : ويقال : أيما رجل ابتاع وليدة فأراد أن يخاصم فيها لم يحل له أن يطأها وفي نفسه خصومة صاحبها فيها .

قال ابن وهب : وأخبرني ابن لهيعة عن أبي جعفر عن زيد بن إسحاق الأنصاري أن عمر بن الخطاب قضى في جارية وضعت على يدي رجل حتى تحيض فماتت بأنها من البائع .

أخبرني يونس عن ابن شهاب مثله قال ابن شهاب : وإن كانت حاضت فهي من المبتاع .

قال يونس عن ابن شهاب في رجل اشترى جارية من آخر فدعاه إلى ثمنها ، فقال : سوف فماتت الوليدة عند البائع قال : إن كانت الوليدة ماتت في العهدة قبل أن تحيض فهي من البائع وإن كانت حاضت فهي من المبتاع وإن وضعاها على يدي عدل فكذلك أيضا .

التالي السابق


الخدمات العلمية