صفحة جزء
الوضوء من ماء البئر تقع فيه الدابة والبرك قال : وسمعت مالكا وسئل عن جباب إنطابلس التي يكون فيها ماء السماء تقع فيه الشاة أو الدابة فتموت فيه ؟

قال : لا أحب لأحد أن يشرب منه ولا يغتسل به ، فقيل له : أتسقى منه البهائم ؟

قال : لا أرى بذلك بأسا .

قال ابن القاسم وقال مالك في البئر من آبار المدينة تقع فيه الوزغة أو الفأرة وقال : يستقي منها حتى تطيب وينزفون منها على قدر ما يظنون أنها قد طابت ينزفون منها ما استطاعوا .

قال مالك : وكره للجنب أن يغتسل في الماء الدائم إذا كان غديرا يشبه البرك .

قلت : أرأيت ما كان في الطريق من الغدر والآبار والحياض أو في الفلوات يصيبها الرجل قد انثنت وهو لا يدري من أي شيء انثنت أيتوضأ منها أم لا ؟

قال : قال مالك : إذا كانت البئر قد انثنت من الحمأة أو نحو ذلك فلا بأس بالوضوء منها .

قال : وهذا مثل ذلك .

قال ابن وهب : قال وسمعت مالكا وسئل عن رجل أصابته السماء حتى استنقع ذلك الماء القليل أيتوضأ من ذلك الماء ؟

قال : نعم يتوضأ منه ، قيل له : فإن جف ذلك الماء ؟

قال : يتيمم بذلك الطين ، قيل له : يخاف أن يكون فيه زبل ؟

قال : لا بأس به ، قال : وسئل مالك عن مواجل أرض برقة تقع فيه الدابة فتموت فيه ؟

قال : لا يتوضأ به ولا يشرب منه ، قال : ولا بأس أن تسقى منه الماشية ، قال : والعسل تقع فيه الدابة فتموت فيه ؟

قال : إن كان ذلك ذائبا فلا يؤكل ولا يباع ولا بأس أن يعلف النحل ذلك العسل الذي ماتت فيه الدابة .

قال ابن وهب عن ابن لهيعة [ ص: 132 ] عن خالد بن أبي عمران أنه سأل القاسم وسالما عن الماء الذي لا يجري تموت فيه الدابة أيشرب منه ويغسل منه الثياب ، فقالا أنزله إلى نظرك بعينك فإن رأيت ماء لا يدنسه ما وقع فترجو أن لا يكون به بأس قال سحنون وقال علي قال مالك : من توضأ بماء وقعت فيه ميتة تغير لونه أو طعمه وصلى أعاد ، وإن ذهب الوقت وإن لم يتغير لون الماء ولا طعمه أعاد ما دام في الوقت ، وقال ابن شهاب وربيعة بن عبد الرحمن : كل ماء فيه فضل عما يصيبه من الأذى حتى لا يغير ذلك طعمه ولا لونه ولا رائحته لا يضره ذلك .

قال ربيعة : إن تغير لون الماء أو طعمه نزع منه قدر ما يذهب الرائحة عنه ، قال سحنون : إنما هذا في البئر .

قال ابن وهب عن أنس بن عياش عن الحارث بن عبد الرحمن عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { لا يبول أحدكم في الماء الدائم ثم يتوضأ منه أو يشرب } .

قال ابن وهب : بلغني عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ثم يغتسل فيه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية