صفحة جزء
في الإمام يحدث ويقدم غيره قلت : أرأيت الإمام إذا أحدث فقدم غيره ، أيكون هذا الذي قدم إماما للقوم قبل أن يبلغ موضع الإمام الأول الذي كان يصلي بالقوم ؟

قال : لم أسمع من مالك فيه شيئا ، إلا أن مالكا قال : إن أحدث فله أن يستخلف غيره .

قلت : أرأيت إن قال : يا فلان تقدم فتكلم أيكون هذا خليفة وترى صلاتهم تامة أم تراه إماما أفسد صلاته عامدا ؟

قال : هذا لما أحدث خرج من صلاته ، فله أن يقدم ويخرج فإن تكلم لم يضرهم ذلك ; لأنه في غير صلاة .

قلت : فإن خرج ولم يستخلف أيكون للقوم أن يستخلفوا أم يصلوا وحدانا وقد خرج الإمام الأول من المسجد وتركهم ؟

قال : أرى أن يتقدمهم رجل منهم فيصلي بهم بقية صلاتهم . وهو قول مالك .

قلت : فإن صلوا وحدانا ؟

قال : لم أسمعه من مالك ولا يعجبني ذلك ، وصلاتهم تامة والإمام إذا أحدث أو رعف فالذي ينبغي له أن يخرج مكانه وإنما يضرهم أن لو تمادى فصلى بهم ، فأما إذا لم يفعل وخرج فإنه لم يضر أحدا فإن تكلم وكان فيما يبني عليه أبطل على نفسه ، وإن كان فيما لا يبني عليه فهو في غير صلاة بالحدث أو غيره مما لا يبني عليه .

قال : وقال مالك في إمام أحدث فقدم رجلا قد فاتته ركعة ، قال : إذا صلى بهم هذا المقدم ركعة جلس في ركعته ; لأنها ثانية للإمام الذي استخلفه ، وإنما يصلي بهم هذا المستخلف بقية صلاة الإمام الأول ويجتزئ بما قرأ الإمام الأول ، وقد قاله الشعبي تجزئه قراءته إن كان قرأ وتكبيره إن كان كبر من حديث وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر الشعبي ، قلت : فإذا صلى بهم تمام صلاة الذي استخلفه كيف يصنع في قول مالك ؟

قال : يقعد فيتشهد ثم يقوم فيقعدون حتى يتم صلاته ثم يسلم بهم وهذا قول مالك .

قلت : أرأيت إماما أحدث وهو راكع فاستخلف رجلا كيف يصنع المستخلف ؟

قال : يرفع بهم هذا المستخلف رأسه وتجزئهم الركعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية