صفحة جزء
في الصلاة بعرفة قال : وقال مالك : لا يجهر الإمام بالقراءة بعرفة في الظهر ولا في العصر ، ولا يصلي الظهر أربعا ولا العصر أربعا ويصليهما ركعتين ركعتين قال : وقال مالك : ويتم أهل عرفة وأهل منى بمنى ، ومن لم يكن من أهل عرفة فليقصر الصلاة بعرفة ، ومن لم يكن من أهل منى فليقصر الصلاة بمنى . قلت : أرأيت إن كان الإمام من أهل عرفة ؟

قال : لم أسمع من مالك فيه شيئا ، قال : ولا أحب أن يكون الإمام من أهل عرفة فإن كان من أهل عرفة أتم الصلاة بعرفة . قال : وقال مالك : أذان المؤذن يوم عرفة إذا خطب الإمام وفرغ من خطبته وقعد على المنبر فأذن المؤذن ، فإذا فرغ من أذانه أقام فإذا أقام نزل الإمام فصلى بالناس ، فإذا صلى بالناس أذن أيضا للعصر وأقام ثم صلى العصر أيضا .

قال : وقال مالك في الإمام يخطب بعرفة : أنه يقطع التلبية إذا راح ولا يلبي إذا خطب ، ويكبر بين ظهراني خطبته .

قال : وأما الناس فيقطعون إذا راحوا إلى الصلاة أيضا . قال : والإمام يوم الفطر يكبر بين ظهراني خطبته ، قال : ولم يوقت لنا مالك في ذلك وقتا .

قال : وقال مالك : كل صلاة فيها خطبة يجهر فيها الإمام بالقراءة .

قلت لابن القاسم : فعرفة فيها خطبة ولا يجهر فيها الإمام بالقراءة ؟

قال : خطبته تعليم للناس . قال : وأما الاستسقاء فيجهر فيها بالقراءة ; لأن فيها خطبة وأما الخسوف فلا يجهر فيها ; لأنه لا خطبة فيها وهو قول مالك .

قلت لابن القاسم : أليس عرفة خطبة فيها والإمام لا يجهر فيها بالقراءة ؟

قال : لأن [ ص: 250 ] خطبة عرفة إنما هي تعليم للحاج وليس هي للصلاة .

قال مالك عن هشام بن عروة عن أبيه : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصلاة بمنى ركعتين ، وكان أبو بكر يصليها ركعتين وأن عمر بن الخطاب صلاها بمنى ركعتين } .

قال : وأخبرني مالك عن نافع عن ابن عمر : أنه كان حين يكون بمكة يتم فإذا خرج إلى منى وعرفة قصر الصلاة .

قال ابن وهب عن حنظلة بن أبي سفيان الجمحي قال : سألت القاسم وسالما وطاوسا فقلت : أأتم الصلاة بمنى وعرفة ؟ فقالوا لي : صل بصلاة الإمام ركعتين ، قال فقلت للقاسم : إني من أهل مكة ، فقال لي : قد عرفتك . قال ابن وهب وقال ربيعة : يقصر الصلاة ; لأنه بمنزل سفر وهي صلاة إمامهم .

قال سحنون عن أنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر بعرفة ولم يسبح بينهما ، وصلى المغرب والعشاء فجمع ولم يسبح بينهما ، } وأن أبا بكر وعمر وعثمان وابن عمر جمعوا بين المغرب والعشاء بالمزدلفة ، وقد صلى عمر بن الخطاب بأهل مكة فقصر الصلاة ، ثم قال لأهل مكة : أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر ، قال : ولم يفعل ذلك بمنى ولا بعرفة .

قال وكيع عن ابن أبي ليلى عن عبد الكريم البصري عن ابن جدعان : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بمكة ركعتين ثم قال : إنا قوم سفر فأتموا الصلاة . ولم يقل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى ولا بعرفة } قال : وأخبرني وكيع عن إبراهيم بن يزيد عن عون بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود قال : ليس على المسلمين جمعة في سفرهم ولا يوم نفرهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية