صفحة جزء
في الشهيد وكفنه ودفنه والصلاة عليه قال : وقال مالك : من مات في المعركة فلا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ، ويدفن بثيابه قال : ورأيته يستحب أن يترك عليه خفاه وقلنسوته ، قال : ومن عاش فأكل أو شرب أو عاش حياة بينة ليس كحال من به رمق وهو في غمرة الموت ، فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويكون بمنزلة الرجل تصيبه الجراح فيعيش أياما ويقضي حوائجه ويشتري ويبيع ثم يموت فهو وذلك سواء . قال وقال مالك : ما علمت أنه يزاد في كفن الشهيد أكثر مما عليه شيئا .

قال وقال مالك : لا ينزع من الشهيد الفرو ، وقال وما علمت أنه ينزع مما عليه شيء .

قال ابن القاسم : تفسير قول مالك أنه لا يدفن معه السلاح لا سيفه ولا رمحه ولا درعه ، ولا شيء من السلاح وإن كان للدرع لابسا .

قلت : فهل يحنط الشهيد في قول مالك ؟ قال : قول مالك من لا يغسل لا يحنط ألا تسمع الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : { زملوهم بثيابهم } .

قلت : أرأيت من قتله العدو بحجر أو بعصا أو خنقوه خنقا حتى مات ، أيصنع به ما يصنع بالشهيد من ترك الغسل وغيره ؟قال من قول مالك : أنه من قتل في المعركة فهو شهيد وقد تقتل الناس بالألوان من القتل ، فكلهم شهيد فكل من قتله العدو أي قتلة كانت صبرا أو غيره في معركة أو غير معركة فأراه مثل الشهيد في المعركة . [ ص: 259 ] قلت : أرأيت لو أن أهل الحرب أغاروا على قرية من قرى أهل الإسلام فدفع أهل الإسلام عن أنفسهم فقتلوا ، أيصنع بهم ما يصنع بالشهيد في قول مالك ؟

قال : نعم .

قال ابن وهب عن الليث بن سعد أن ابن شهاب حدثه عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن جابر بن عبد الله أخبره ، { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في قبر واحد ، ثم يقول : أيهم أكثر أخذا للقرآن ؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال : أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة ، وأمر بدفنهم بدمائهم ولم يصل عليهم ولم يغسلوا } .

قال ابن وهب عن ابن أبي ذئب ، قال : صلى على ثابت بن شماس بن عثمان يوم أحد بعد أن عاش يوما وليلة .

التالي السابق


الخدمات العلمية