صفحة جزء
قلت : أرأيت إن باع رجل جارية فتبرأ من الحمل وكانت حاملا أو غير حامل أيجوز [ ص: 368 ] البيع ويكون بريئا من الحمل في قول مالك أم لا ؟

قال : قال مالك : إن كانت الجارية من جواري الوطء من المرتفعات لم أر البراءة فيها ورأيته بيعا مردودا ، وإن كانت من وخش الرقيق والخدم من السند والزنج وأشباههم رأيت ذلك جائزا ورأيتها براءة .

قلت لمالك : ما حد المرتفعات أترى ثمن الخمسين والستين من المرتفعات ؟

قال : نعم هؤلاء من جواري الوطء ، قال : ولأن مالكا قال : إن المرتفعة إذا بيعت ببراءة من الحمل يكون ثمن الجارية أربعمائة دينار أو خمسمائة دينار وثلثمائة دينارا إن لم تكن حاملا ، وإن كانت حاملا لم يكن ثمنها مائة وأقل ولم تشتر وهو عيب شديد فهذا خطر شديد وقمار ، قال : وأرى الوخش من الرقيق لا يكون ذلك فيهن خطرا ; لأنه إن وضع الحمل من ثمنها فإنه يضع قليلا وربما كان الحمل أكثر لثمنها .

قلت : أرأيت العهدة في بيع الرقيق وفي بيع السلطان على الغرماء لم يكن يرى عليهم العهدة في الثلاثة ولا في السنة في قول مالك الأول ؟

قال : نعم .

قلت : وما يباع في الميراث ، وما باعه السلطان في دين من فلس من ثياب أو دواب أو آنية أو عروض فأصاب المشتري بذلك عيبا رده في قول مالك ؟

قال : نعم .

قلت : وكان قوله القديم يقول في الرقيق في بيع الميراث وبيع السلطان على من فلس : إن أصيب بالرقيق عيب أو ماتوا في الأيام الثلاثة أو أصابهم جنون أو جذام أو برص في السنة لم يلزم من باعهم شيء ولزم من اشتراهم ذلك ؟ قال : نعم .

قلت : وليس الرقيق في الميراث وبيع السلطان على من قد فلس كبيع غيرهم في عهدة السنة والثلاث ؟

قال : نعم .

قال ابن وهب : وأخبرني الليث عن يحيى بن سعيد ، عن سالم بن عبد الله أن أباه باع غلاما له بثمانمائة درهم وباعه بالبراءة فقال الذي ابتاع العبد لعبد الله بن عمر : بالعبد داء لم يسمه لي فاختصما إلى عثمان بن عفان فقال الرجل : باعني عبدا وبه داء ولم يسمه لي ، وقال عبد الله : بعته بالبراءة فقضى عثمان بن عفان على عبد الله بن عمر أن يحلف بالله لقد باعه العبد وما به داء يعلمه فأبى عبد الله أن يحلف وارتجع العبد .

قال ابن وهب ، عن ابن سمعان قال : سمعت رجالا من علمائنا منهم يحيى بن سعيد يقولون : قضى عمر بن الخطاب أن من باع سلعة فيها عيب قد علم به ولم يسمه ، وإن باعها بالبراءة فهي رد إن شاء المبتاع ؟

قال ابن سمعان : فالناس على قضاء عمر بن الخطاب

التالي السابق


الخدمات العلمية